الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

إنها حبيبة صديقي .......!!!!





نعم .. لقد كانت حبيبة صديقي ...ولم يحالفهما الحظ وتتوج قصة حبهما بالزواج ....عند هذا الحد يبدوا الأمر عادياً ...ولكن الذي يبدو غير ذلك ....انني أحببتها ....اقسم انني لم أكن خائناً له وان قلبي وقتها لم يرها مطلقاً رغم ان عيني سبقت ورأتها معه مراراً... إنها حقاً جميلة ..بل آية في الجمال تمشي على الأرض...
بعد أن هجرت هي صديقي بوقت ليس بالقصير... شعرت بحبها... من نظرات عيناها الساحرتين لي ... من نبرة صوتها وضحكاتها ... ومن ايماءتها وحركة يديها .. فالمرأة ليست هي فقط القادرة على التقاط إشارات حب الرجال إليها من الوهلة الأولى ... فالرجال يستقبلون ايضاَ إشارات المرأة المحبة ولكن يتجاهلوها إذا كانت المرأة من النوع الذي لا يروق لهواهم ...كنت أشعر بخطواتها تقترب مني.. فسلمت لها بإرادتي كل مفاتيحي..بل تركت لها كل أبوابي مفتوحة على مصراعيها لتقتحمها .. ..واستغلت هي ذلك وعرفت بدهائها كيف تنفذ إلى صدري وتمد أصابعها لتمس أوتار قلبي ...فعزفت عليها سيمفونيات كاملة وأنا مسلوب الإرادة ..مسحورا بها ..خاضعا لتحكمها وملبياً لرغباتها...تركت نفسي أدور في دوامة أمواجها بلا أدنى مقاومة للسباحة ضد تياراتها القوية الجاذبة...كنت أغرق...أغرق ..ولكنني كنت أنتشي بلحظات الاحتضار التي تباغتني كلما قابلتها...

حين تغادرني و اتركها... يعود إلي رشدي ...ويعود تأنيب ضميري يشد لي أذني ...ويهمس لي مذكراً إنها حبيبة صديقي ..فأرد عليه بحدة : ولكنه تركها وأرتبط بغيرها ...فيرد ضميري مؤنباً : ولكنه لم ينسها , لقد أحبها واحترق بنارها ومسحت أنت دموع ألام فقدانه لها بمنديلك, وكنت مُصبراً له بالذم في مساوئها وأخبرته ان ذلك الفراق له خيراً كبيراً ,وان الله نجاه من مكائدها , أينجو صديقك وتقع أنت في حبائلها !!!....فأرد على ضميري بغضب : لا إنها ليست بذلك السوء ...وبغلاظة أنكره : وهو لم يكن صديقي المقرب بل كان مجرد معرفة ...
نعم ..لقد خدرت ضميري وكممت فاه حتى لا أستمع ابداً لتوبيخه ...وقررت المضي قدماً في علاقتي بها ..ورغم ان مفعولها كان قصيراً كنت أتلذذ بتلك اللحظات التي تنتابني كلما اختلست تلك الأوقات معها  ...

أما حبيبها السابق فلقد تعمدت الهروب منه .. تخلقت الحجج وأبتعدت... فبعد عني بجسده...ولكنه لم يغب أبدا وظل حاضراً, أراه دوماً في عينيها ...أشم رائحة عطره في أنفاسها ...أتذكر يده كلما لمست يديها ...أن مشاهد حبهما وهمساتهما لا تفارق مخيلتي ....عانيت كثيراً من ذلك الصراع النفسي وأكثر ...و لم أقرر تركها إلا عندما تجرعت من نفس الكأس الذي شرب منه صديقي وذقت مرارة مساوئها حنظلاً في حلقي ..تركتها بعد أن ماتت علاقتي بها والتي لم يجدي ابداً معها لا إنعاش ولا صدمات كهربية .. ماتت لأنها علاقة ولدت مبتسرة تعاني من عيباً خلقياً خطيراً ...الكل جزم بموتها إلا أباها ...وكيف له أن يشعر بدنو أجلها من تسبب في ولادتها سفاحاً ...

لقد علم صديقي بعلاقتي بحبيبته السابقة ..وشى له بسرها أصدقائنا المشتركون ...فقدته للأبد رغم نبله و إخلاصه لي ....بعت صداقتي له بثمن بخس لأشتري ذلك  الحب الواهي ...فكسب هو.. وخسرت أنا قلبي وفقدت احترامي لذاتي .. قررت أن اترك مدينتي وأرحل ....فلم يعد يتحمل قلبي النازف سهام العتاب النافذة إليه من عيون كل من عرفوني... 
بقلم مهند فوده



الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

حينما يتلاقى زُحلي وزُهرية ..على كوكب الأرض!!!



وصلت منذ دقائق إلى محطة الهبوط الأرضية سفينة الفضاء القادمة من كوكب الزهرة فيما يعرف "برحلات الزواج السنوية " وهي إحدى تطبيقات بنود اتفاقية التعاون والشراكة بين كواكب المجموعة الشمسية التي تم توقيعها منذ اربع سنوات أرضية ...وبينما تصطف الزهريات في طابور الجوازات فإذا بإحداهن تصرخ بهلع " الزحليووووون قادمووون "...وإذا بالذعر والفوضى يعم طابور الزهريات ...كلهن مرتبكات يراجعن مظهرهن بعد أن شاهدن الحافلة التي تقل الزحليون  تقترب من باب صالة الجوازات الزجاجي ....

وبينما يهم الزحليون بالدخول لمنطقة الجوازات .. إذا بزهرية سمينة تتدافع في الطابور , فتسقط فينوس على الأرض وينقطع عقد ورودها الأرجواني المعلق في عنقها المرمري ... كادت فينوس ان تفقد اعصابها و تسبها وان تسمعها وصلة ردح زهرية طويلة , ولكنها تذكرت تعليمات والدتها  "الرقة ...تصنعي الرقة طالما انتي على الأرض "...
وفجأة يمد لها شاب زحلي يده يساعدها على الوقوف ,إنها مترددة وخائفة ومرتبكة...تنظر ليده و تتذكر مقولة صديقتها : " الرجل الزحلي كائن مغرور متعالي ..أبله ..لا يعرف كيف يتعامل مع كائنات الزهرة الرقيقات.. فيجب على فتاة الزهرة حتى نجح في الإيقاع به... ان تبتلع للزحلي غلاظته , وتغض الطرف عن فظاظته ".. ولكنه يبدو كائناً ودوداً رقيقاً .. استجابت ليده الممدودة لها منذ دقائق ووقفت , تشكره برقة بينما هو يلملم من على الأرض ورودها المبعثرة ويستنشقها ببطء ويقول انها حقاً ورود رائعة....
وارسل لها نظرة إعجاب طويلة , فتوهج وجهها خجلاً ولم تطل التفكير وقالت له يمكنك ان تحتفظ بها , فخلع من حول عنقه عقد من احجار كبريتيه صفراء  قائلاً : ممكن ان تقبلي عقدي  , تقبلته بابتسامة عريضة رغم رائحته النفاذة الكريهة ... ثم تبادلوا أرقام هواتفهم الفضائية وقرروا ان يتعرف كلاهما على الاخر خلال رحلتهم القصيرة على الأرض .
وتلاقوا عدد لا بأس به من المرات , و تنزهوا في مناطق أرضية رائعة وخلابة , ولم يبقى سوى غداً ...وتنتهي الرحلة إلى الأرض... ولم يصرح زيوس الزحلي بحبه لفينوس الزهرية ...
وبدأ الشك يساور فينوس..  شكله كده شاب زحلي مش بتاع جواز" بيقضيها وبيتسلى" ...وتتذكر كلام زميلاتها " هما كده بتوع زحل معظهم شبان هوائيون..مشاعرهم غازات طيارة ككوكبهم.. لا يطيقوا تحمل المسؤولية "....انا اللي غلطانة...كان لازم يسبق خروجي معه خطوة جدية...ولكن  لم يبقى سوى ساعات ونعود للزهرة ...وبدأت فينوس تتحسر و تندب حظها العاثر...فهناك العديد من زميلاتها الزهريات نجحن في الإيقاع بزحليين ..وسيعودون معهن غداً إلى الزهرة ..وهاهي جميلة الجميلات تعود خالية الوفاض إلى الزهرة ..وليس معاها ولا حتى "دكر" قزم من بلوتو ...

وبينما هي تفكر ..إذا بهاتفها الفضائي يرن و يحلق حولها .......انه زيوس ...لن أرد على هذا الزحلي "السيس" بعد الأن .... ولكنها اخر فرصة لي ....ولو....هو فاكر نفسه ايه؟؟!! ...هما الزهريات لعبة بين ايديه  ....ولم ترد عليه سوى بعد المرة الحادية عشر...
قال لها غير مبالياً : فينوس أجمل جميلات الزهرة !!! ...هنخرج فين النهاردة ؟؟؟!!
ردت هي : مش خارجة معاك تاني ياابن الزُحلية ؟؟!!
هو : نعم ؟؟..مش سامع.... النيتورك على الأرض سيئة جداً...علي صوتك شوية...
وتذكرت فجأة التعليمات " الرقة ...ثم الرقة...تصنعي الرقة...اللهم طولك ياروح "... بقولك تعبانة ومش قادرة أخرج ....
 قال لها : أرجوكي ...استحلفك بكل كواكب وأقمار مجموعتنا الشمسية لازم نخرج النهاردة ...في  حاجة جامدة "كيك" لازم أخبرك بيها ....
وافقت بعد إلحاح منه ...ربما يتحقق مرادها ...وذهبت له في أحلى زي ترتدية فتاة زهرية ...وفرد شعره المجعد وعمله" سبايك" واحضر لها هدايا قمرية في علبة "ذوقها تيييت" حجرية ..
قدمها له وهو يقول :هل تقبليني لك زوج يازهرية ...تهلل وجه فينوس ..وقالت : موافقة يا أجدع زحلي رأته عينيا....ثم استطردت  تقول :طيب أروح بسرعة ابلغهم انك ستأتي معي على سفينتي الفضائية ...جذبها من يدها وقال : بل انتي التي ستحضرين معي لكوكبي زحل وتنوريه يا أحلى زهرية...
نظرت له بحدة وقالت : لااا  طبعاً ...الزهرية ما تعش في زحل حتى لو كان في سمائه ستين قمر يا عنيا , ستأتي هناك معي على كوكبي مثلك مثل كل أزواج زميلاتي العائدات غداً إلى زهرة ....
قال لها :ولكن عملي هناك وبيتي هناك وكذلك لي محجر فوسفات و3 عيون كبريتية وشاليه في تيتان اكبر اقمار كوكبنا.. واستطرد يقول : مكان الزوجة هو كوكب زوجها وسيخدمك هناك جاريتان محروقتان من عطارد ..
استشاطت فينوس غضباً ورمت أقماره في وجهه...وتركته وهي تلعنه هو والأرض والرحلة و اليوم اللي جمعها به ...تشعر بالتعاسة وتندب حظها السيئ الذي أوقعها في زحلي رااااجل "مش مان" ....وكمان عنيد متحكم ....دماغه بازلت كبير و متحجر ..
وجاء الغد و صعدت إلى سفينتها خجولة مرتبكة لرجوعها "سنجل" إلى الزهرة .... ولكن سرعان ما تلاشى خجلها وتبدل بخيبة أمل أكبر ...ان سفينتها كلها زهريات ...اين الزحليين العائدين معها إلى الزهرة؟؟!!  ....وكذلك انه نفس عدد الزهريات ...لم ينقص سوى واحدة ....وكذلك عادت سفينة الزحليين بنفس عدد الرجال "الخناشير" إلا واحد....
انهما زهرية وزحلي فضلا ان يتوسطا المسافة بينهما وأن يعيشا معاً ويستقرا ويتزوجاً على كوكب الأرض....
بقلم مهند فوده

الأحد، 6 نوفمبر 2011

سأنتظر معك بشوق كل عيد ...

قبل الشروق ..أيقظته زوجته بقبلة حانية على جبينه...وهمست له في أذنه هكذا كنت أيقظ والدي ليصلي صلاة العيد ...
وفتح عينيه بابتسامة....واندهش حينما رأى تلك الفرحة تعتلي وجهها كطفلة في السادسة من عمرها وهي ترتدي ملابسها الجديدة التي فاجأها بها زوجها معلقة على دولابها عندما استيقظت من نومها ....
رد عليها : وهكذا أدلل ابنتي وحبيبتي ....جلست بجواره ممسكة يده بعطف وناظرة إلى عينيه و دموعها تغالبها قائلة :هذا أول عيد لي خارج بيت أهلي و بعد وفاة أبي ...لقد أعدت لقلبي فرحته عندما فتحت عيني على ملابس العيد التي طالما كان يشتريها لي أبي ...كنت اعتقد أني تركت فرحتي بالعيد مع ألعاب طفولتي هناك في خزانة غرفتي ببيت أبي...حاولت ان اخفي عنك مشاعر حزني التي لاذنب لك فيها ...وأضفت لأحزاني شعوري باليتم عندما فقدت أبي رحمه الله....لقد كانت تداهمني الذكريات وتزداد تعاستي كلما اقترب العيد ....قال لها : كنت أشعر بك دوماً .....قاطعته قائلة  : ولكني بعد اليوم سأنتظر معك بشوق كل عيد...
رد عليها قائلا : لن أجعلك تنتظري... سأجعل كل يوماً نقضيه معاً عيداً جديداً .. قالت له : كم انت رائع يا أبي ويا حبيبي ...احتضنها بدفء وقال لها : أنا كذلك لان الله انعم علي بابنة وحبيبة رائعة مثلك...    
 بقلم مهند فوده

 

السبت، 5 نوفمبر 2011

ووعدتها اننا سنحيا معاً ..روحٌ واحدة !!!

انتبهت من قراءتي فجأة متعجباً!!!...لقد ظلت جالسة بجواري لساعات ولم تتكلم كعادتها وتقاطع قراءتي...ربما لأننا تشاجرنا صباحاً ....و لكن هذه المرة ظلت صامتة ولم تعاتبني...ولم يفصح لسانها الثرثار ويشكو عما بداخلها مني... ربما صمتت اعترافاً بخطئها.....ونظرت إليها بطرف عيني من وراء كتابي...وجدتها تنظر إلى.. وتعجبت لأنني لم  ألمح ذلك البريق المعتاد في عينيها !!!... و لم أتلقى نظرات العتاب الحانية التي طالما رمتني بها...لقد هجروا عينيها وصارت نظرتها لي مخيفة جامدة....حتى ابتسامتها البريئة الصادقة...صارت جامدة ومصطنعة...!!
رغماً عني ..أوقعت يدي ذلك الكتاب الذي سرقني منها ..وانحنيت اقترب منها ...فاستسلمت لي وظلت صامتة...... حينما دنوت من شفتيها غاب  ذلك الدفء المعهود في أنفاسها!!!.... لا إنها ليست معي ...ان عقلها شارداً ...وروحها محلقة بعيدة عني تاركة لي جسد من الشمع يجاورني ....وسرى الشك في أوصالي عما تفكر ...ربما تعاقبني !!! ...ربما نفذ حبها لي ...ربما نفذ صبرها وصارت لي كارهة ...
صرخت في وجهها : حدثيني ....ردي ندائي واخبريني ....أفيقي ...اصرخي في وجهي كعادتك وعاتبيني... سأرضيك وبعد اليوم لن أبكيك وأحزنك ....ولكنها ظلت صامتة ولم تٌجِيبٌني .........بَكيت طويلاً ...حتى بَللت دموعي وجهها أملاً أن تفيق من شرودها ...ورجوتها العفو رحمة بصغيرينا ...ولكن قسى قلبها ولم تَلِن أو تستجب.... وعرفت الإجابة أخيراً عندما لمست راحة يدها وكانت باردة .....لقد تحررت روحها من قبضتي!!! ...وارتاحت من ظلمي وقسوتي ...و من جفائي وألام خيانتي......
أشعر بالألم يعصر قلبي على نقض عهودي معها .....كم وعدتها أننا سنحيا روح واحدة!! ..و لم أحافظ على روحها آمنة بجسدي ولا حتى بجسدها ...عذبتها حتى لم تطق فيهما بقاءاً ....لقد يتمت بيدي أولادي ...قتلت أمهما فكيف يسامحاني ؟؟...رحلت حبيبتي وأنا اليوم أعض أصابعي ندماً ....وليت الندم يعيد الحياة لجسدها المسجي بجواري ...
بقلم مهند فوده

الجمعة، 28 أكتوبر 2011

رسالة من ابنة مجهولة ...لأب فارق الحياة






ليتني لم أذهب إلى ذلك المنزل  الذي عاش فيه ..ومنه غادرت روحه ....نعم ...لقد كنت هناك بين كتبه وصحفه .....بين جدرانه التي تتزين بها صوره مع وأولاده وأحفاده ...إنها صور أسرية جميلة ولكن ينقصها شئ واحد ...هو أنا ...
جلست على الأريكة ربما تكون هي ذاتها التي كان يجلس عليها في مواجهة صورة كبيرة له في شبابه ...عند هذا العمر توقف به الزمن في مخيلتي...بهذه الملامح  رسمته وضحكت معه وحادثته وقسوت عليه في أحلامي ...أما صور كهولته الأخرى فأجهلها ولم تراها عيناي قبل اليوم.. فلقد عجز عن رسمها خيالي ...
غلبتني دموعي  وفاضت رغماً عني ...وتركت العنان لمشاعري وبدأت في النحيب ...كنت أود الصراخ بأعلى صوتي تعبيرا عن ذلك البركان الذي يفور بداخلي ..وفجأة خرست ...حينما رجع لي رشدي ووجدت نظرات النساء تتجه إلي وتفترسني ..والتعجب يطل من رؤوسهن ويربُكني ...فقررت الهروب قبل أن يُفَتضح أمري وأقع فريسة لأسئلتهن ...فقمت أتحسس مكان خروجي ....ونزلت على سلم منزله يدور بي وأترنح عليه ....كيمامة تحتضر وتنازع النفس الأخير ..... 
غلبتني دموعي هناك يا أبتي ..وبكيت ...لانك سلبتني حتى حقي في أن أحزن عليك ... فتشت بداخلي عن رصيداً لك عندي من الذكريات فلم أجد منذ ان تركتني بالرابعة من عمري وهجرت بيتنا البسيط انا وأمي العاجزة...
 تركتنا فريسة في غابة من الذئاب بلا مأوى ولا رزق حتى ماتت أمي  وصرت أصارع الحياة وحدي يتيمة مكسورة و ضائعة ..
نسيت أن لك أبنة  ولم أنساك ابداً حتى في نومي وأحلامي ...وقفت اياماًُ ..وشهوراً..وسنين طويلة.. أطل من نافذتي المكسورة ...أنتظرك ...ربما يدفعك الحنين إلى ..ربما يجلبك ذلك الإحساس الفطري بالأبوة ...كنت أنتظرك ...و أحمل لك بداخلي لوم وعتاب الأبنة المحبة..... ومع ذلك...صدقني ... كنت أنتوي لك الغفران بمجرد أن تضمني إلى صدرك  وتربت على كتفي وتمسح دموعي بيدك...
بحثت عنك فلم أجد لك طريق ...ربما نسيت أنت عنوان منزلنا  ...ربما سقطت والدتي من ذاكرتك سهواً وسقطت أنا بالتبعية..... وقرأت فقط بالأمس نعي موتك... وأتيت تجرني قدماي ...يدفعني ضعف قلبي إليك...مخادعة نفسي : ربما تكون تلك حيلة تستجلبني بها إليك ...ربما تذكرتني ...ربما أفاقت أبوتك ورغبت في أن تهتدي إلي وتضمني ...
وذهبت هناك ...ولكنك كنت قد سبقتني ورحلت بجسدك...ورغم رحيلك ...رأيتك هناك ...في عيون أحبابك.وأولادك...الكل هناك يبكي فراقك ....حتى جدران بيتك كانت كئيبة لموتك و حزينة ...لقد كانت أوفر مني حظاً...عشت بينها وضمتك وألفتها...ربما تكون أطلعتها على أسرارك !!!! ...ربما أخبرتها عني؟؟!!...وقررت أن أهمس لها سراً ربما تعرفني ...ولكنها للأسف تنكرت لي وكذبتني ...  
وقررت حينها ...اني لن أنسبك اليوم إلى نفسي ولن أعلن عن هويتي ...فليس لي حق فيك بعد مماتك مثلما سلبتني حقي فيك في حياتك ..
لذا لا تطلب مني اليوم أن ادعو لك بالرحمة والغفران ...ولا تطالبني بالصُفح غداً حينما نمتثل بين يدي الرحمن ...
فاعذرني ...ولا تلومني لجهلي ...
فأنت يا أبتي ...لم تلقنني يوماً في حياتك معان الرحمة والغفران...!!!!
بقلم مهند فوده

الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

..لقد سرق عمري ومستقبلي وكل حياتي...


بعد ربع قرن من الزمان ...خَرجت اليوم من أسر الاحتلال وعدت إلى وطني ...ولكني لم أعد إلى داري الذي أختفى من الوجود ...حتى جدران قريتي وأشجار الزيتون التي طالما أختبأت ورائها أثناء لعب صغري ..اقتلعتها قوات الاحتلال وأصبحت مستعمرة صهيونية ...وبدلوا اسمها العربي لعبري وصارت مجد "ماكافيا" ....اين أجد قبر أمي وأبي ورفات أخواني ؟؟ .. ربما هناك أسفل تلك المباني ... أو ربما في مكان اخر أسير خلف هذا الجدار العازل ...
لم يسرُق الاحتلال فقط أرضي وبلادي ....لقد سَرق عمري وتاريخي ومستقبلي وكل حياتي ..
الاسيرة الفلسطينية المفرج عنها
احلام القيسي
بقلم مهند فوده

الأحد، 16 أكتوبر 2011

ليتني كنت كلمة ...تحملها سطور رسالتي

لم لا أكتب إليها ...لما لا أبوح لها بمشاعري ...وهل للكتابة اليوم سحر مثلما كانت أمس ؟؟!!

ربما تشم عطر أحاسيسي من بين الورقات الصفراء ...

ربما تنقل لها السطور دفء مشاعري ....
ربما تخبرها الكلمات بما عجز عن وصفه لساني...
لو كان بيدي لصرت كلمة تحملها سطور رسالتي ...تطير بها أشواقي....تؤرجحني بداخلها نسمات حبي واشتياقي.. 
حتى تحط الرسالة بين يديها ..تفتحها وتقرأني ...فأتغلغل أنا إلى أعماقها ...أغوص إلى خبايا أسرارها .. أفتش عن صورة لي بداخلها ...عن سكن لي... أوجده لي قلبها ..
وإذا لم أجد لي هناك وطناً أو هوية ... سأبقى صامت أبد الدهر ...سأدفن حبي لها في أعماقي ..حتى تحتضر وتموت أشواقي  ...سأكبل عيناي  بنظارة سوداء ...حتى لا تبوح يوماً بأسراري ...وحتى أضمن بقاء طيفها في حياتي  .. حتى لو كان طيفاً مَلكَهُ قلبها لرجل ثاني ...

بقلم مهند فوده



الجمعة، 14 أكتوبر 2011

يا من قطعتي وعدك بالفراق !!!

عزيزتي قد تقرأين رسالتي ...أو تضل طريقها في السماء إليك....أنا حي أرزق أحمد الله على نعمته...حياتي دونك لم تتغير كثيراً...
فما زالت الابتسامة لا تفارق شفتاي...والحزن هجر قلبي للأبد...ليس راحة في بعده عنك...ولكن لأنه لم يعد موجود في ذلك المكان المعهود بين ضلوعي....
فارقني مثلما فارقتني روحك للأبد .....
حتى دموعي خذلتني وجفت مقلتاي .....
و روحي...لا تسأليني عنها ....فكيف تحيا في جسد توقف قلبه عن الخفقان ؟؟؟
أبشري......يا من قطعتي وعدك بالفراق..............إني أصبحت بدونك إنسان خال......بلا قلب وبلا روح


الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

احذروا ....فالثعلب لا يزال مكاراً !!!!!

و تجري الفريسة خائفة مرتعدة .. هرباً من الأسد ..ويتلقفها في الطريق الثعلب الذي سرعان ما يحتويها بدموعه ويأويها في بيته ..و يسب في وحشية الأسد وظلمه ..وتطمأن المسكينة إليه وبأنه هو حاميها....
لقد عمت بسذاجة عن أنيابه رغم ابتسامته العريضة !!!  ..وتكتشف الفريسة  ولكن في وقت متأخر جداً... أنها هربت من فك الأسد لأنياب ثعلب مكار...
كم من جدة قصت تلك القصة لاحفادها وقصوها هم لاولادهم ...وجميعهم يعيشون حتى الممات لا يستطيعون التعرف على الثعلب المكار حتى يقعوا فريسة تحت أنيابه!!!! 


الخميس، 6 أكتوبر 2011

بعد كل هذا.. أمازلت تعشقينه ؟؟

أتحبينه ؟؟ ..وكيف تطيقينه ؟؟...أتعجب منها وهي تسرد لي وبجرأة حسناته ...وأنا لا أرى منه سوى سيئاته ....إنه كتلة كبيرة من السواد و الكآبة ....ولما لا وهو عجوز في أخر أيامه؟؟ .. يجثم بأنفاسه الكريهة على صدري ...حتى كرهته بأنفي وكل حواسي....أكاد أختنق ...إنه يلازمنى ...لا يريد أن يفارقني ..أطلب منه بهدوء الرحيل فلا يجيبني ...إنه يتوعدني!!..ولن يرحل من بيتي ومن غرفتي حتى يلفظ أنفاسه !! .. أبعد كل هذا ما زلت تعشقينه ؟؟!! .. أوجودك في الخليج غير إحساسك ؟؟!!... ربما عامل المكان...ربما بعدك عن وطنك....فالخريف في مصر يعني "سحابة سوداء" ...وهل له في قاموس الدول الأخرى معنى أخر.................مهند فوده