قبل الشروق ..أيقظته زوجته بقبلة حانية على جبينه...وهمست له في أذنه هكذا كنت أيقظ والدي ليصلي صلاة العيد ...
وفتح عينيه بابتسامة....واندهش حينما رأى تلك الفرحة تعتلي وجهها كطفلة في السادسة من عمرها وهي ترتدي ملابسها الجديدة التي فاجأها بها زوجها معلقة على دولابها عندما استيقظت من نومها ....
رد عليها : وهكذا أدلل ابنتي وحبيبتي ....جلست بجواره ممسكة يده بعطف وناظرة إلى عينيه و دموعها تغالبها قائلة :هذا أول عيد لي خارج بيت أهلي و بعد وفاة أبي ...لقد أعدت لقلبي فرحته عندما فتحت عيني على ملابس العيد التي طالما كان يشتريها لي أبي ...كنت اعتقد أني تركت فرحتي بالعيد مع ألعاب طفولتي هناك في خزانة غرفتي ببيت أبي...حاولت ان اخفي عنك مشاعر حزني التي لاذنب لك فيها ...وأضفت لأحزاني شعوري باليتم عندما فقدت أبي رحمه الله....لقد كانت تداهمني الذكريات وتزداد تعاستي كلما اقترب العيد ....قال لها : كنت أشعر بك دوماً .....قاطعته قائلة : ولكني بعد اليوم سأنتظر معك بشوق كل عيد...
رد عليها قائلا : لن أجعلك تنتظري... سأجعل كل يوماً نقضيه معاً عيداً جديداً .. قالت له : كم انت رائع يا أبي ويا حبيبي ...احتضنها بدفء وقال لها : أنا كذلك لان الله انعم علي بابنة وحبيبة رائعة مثلك...
بقلم مهند فوده