الأحد، 6 نوفمبر 2011

سأنتظر معك بشوق كل عيد ...

قبل الشروق ..أيقظته زوجته بقبلة حانية على جبينه...وهمست له في أذنه هكذا كنت أيقظ والدي ليصلي صلاة العيد ...
وفتح عينيه بابتسامة....واندهش حينما رأى تلك الفرحة تعتلي وجهها كطفلة في السادسة من عمرها وهي ترتدي ملابسها الجديدة التي فاجأها بها زوجها معلقة على دولابها عندما استيقظت من نومها ....
رد عليها : وهكذا أدلل ابنتي وحبيبتي ....جلست بجواره ممسكة يده بعطف وناظرة إلى عينيه و دموعها تغالبها قائلة :هذا أول عيد لي خارج بيت أهلي و بعد وفاة أبي ...لقد أعدت لقلبي فرحته عندما فتحت عيني على ملابس العيد التي طالما كان يشتريها لي أبي ...كنت اعتقد أني تركت فرحتي بالعيد مع ألعاب طفولتي هناك في خزانة غرفتي ببيت أبي...حاولت ان اخفي عنك مشاعر حزني التي لاذنب لك فيها ...وأضفت لأحزاني شعوري باليتم عندما فقدت أبي رحمه الله....لقد كانت تداهمني الذكريات وتزداد تعاستي كلما اقترب العيد ....قال لها : كنت أشعر بك دوماً .....قاطعته قائلة  : ولكني بعد اليوم سأنتظر معك بشوق كل عيد...
رد عليها قائلا : لن أجعلك تنتظري... سأجعل كل يوماً نقضيه معاً عيداً جديداً .. قالت له : كم انت رائع يا أبي ويا حبيبي ...احتضنها بدفء وقال لها : أنا كذلك لان الله انعم علي بابنة وحبيبة رائعة مثلك...    
 بقلم مهند فوده

 

السبت، 5 نوفمبر 2011

ووعدتها اننا سنحيا معاً ..روحٌ واحدة !!!

انتبهت من قراءتي فجأة متعجباً!!!...لقد ظلت جالسة بجواري لساعات ولم تتكلم كعادتها وتقاطع قراءتي...ربما لأننا تشاجرنا صباحاً ....و لكن هذه المرة ظلت صامتة ولم تعاتبني...ولم يفصح لسانها الثرثار ويشكو عما بداخلها مني... ربما صمتت اعترافاً بخطئها.....ونظرت إليها بطرف عيني من وراء كتابي...وجدتها تنظر إلى.. وتعجبت لأنني لم  ألمح ذلك البريق المعتاد في عينيها !!!... و لم أتلقى نظرات العتاب الحانية التي طالما رمتني بها...لقد هجروا عينيها وصارت نظرتها لي مخيفة جامدة....حتى ابتسامتها البريئة الصادقة...صارت جامدة ومصطنعة...!!
رغماً عني ..أوقعت يدي ذلك الكتاب الذي سرقني منها ..وانحنيت اقترب منها ...فاستسلمت لي وظلت صامتة...... حينما دنوت من شفتيها غاب  ذلك الدفء المعهود في أنفاسها!!!.... لا إنها ليست معي ...ان عقلها شارداً ...وروحها محلقة بعيدة عني تاركة لي جسد من الشمع يجاورني ....وسرى الشك في أوصالي عما تفكر ...ربما تعاقبني !!! ...ربما نفذ حبها لي ...ربما نفذ صبرها وصارت لي كارهة ...
صرخت في وجهها : حدثيني ....ردي ندائي واخبريني ....أفيقي ...اصرخي في وجهي كعادتك وعاتبيني... سأرضيك وبعد اليوم لن أبكيك وأحزنك ....ولكنها ظلت صامتة ولم تٌجِيبٌني .........بَكيت طويلاً ...حتى بَللت دموعي وجهها أملاً أن تفيق من شرودها ...ورجوتها العفو رحمة بصغيرينا ...ولكن قسى قلبها ولم تَلِن أو تستجب.... وعرفت الإجابة أخيراً عندما لمست راحة يدها وكانت باردة .....لقد تحررت روحها من قبضتي!!! ...وارتاحت من ظلمي وقسوتي ...و من جفائي وألام خيانتي......
أشعر بالألم يعصر قلبي على نقض عهودي معها .....كم وعدتها أننا سنحيا روح واحدة!! ..و لم أحافظ على روحها آمنة بجسدي ولا حتى بجسدها ...عذبتها حتى لم تطق فيهما بقاءاً ....لقد يتمت بيدي أولادي ...قتلت أمهما فكيف يسامحاني ؟؟...رحلت حبيبتي وأنا اليوم أعض أصابعي ندماً ....وليت الندم يعيد الحياة لجسدها المسجي بجواري ...
بقلم مهند فوده