السبت، 10 مارس 2012

حينما يطول بعدك عني أكثر من اللازم ...!!!!



 
حبيبتي... لقد طال بعدك عني أكثر من اللازم ...وأنا الذي لم يدر في خلدي يوماً أنني استطيع أن أتنفس دونك ساعتين ...ولكن بالأمس أتم القمر بعد أن حلقتي بعيدا عن سمائي دورتين ....

لم أكن أعلم أني قوياً لهذا الحد ..وان قلبي سيصبر على فراقك طوال تلك المدة ...إنها ليست المرة الأولى التي ترافقي والدتك في رحلة علاجهــــا....ولكنها كانت المرة الأكثر طولاً و ذات الليالي المرهقة الأكثر عدداً ...

رغم هذا .. أتصدقيني حينما أقول لك أني لم افتقدك !!!؟؟....وانه حتى الآن لم تنتابني نوبات اليتم التي اعتادت أن تهاجمني دونك....
فكيف لي أن افتقدك وانتِ لم تغادريني ؟؟...كيف اشتاق إليك وانتِ مازلت بين ذراعي ولم تتركيني ..!!؟؟

لا تندهشي كثيراً .. فأنــا لم أجُن بعد من غيابك ...فأنا اعلم جيداً أني ودعت جسدك هناك قبل أن يستقر على متن طائرتك ..وقبل أن يقلع في السماء مع حقائب سفرك ..ولكن صدقيني فأنا لم أشعر انك تركتيني للحظة على ارضي وحيداً ...لا أعلم ولا أدري تفسيراً لذلك ...انه شيئاً ما مجهول هون عليا طول غيابك ...

فوسادتك بجواري لم تكن أبداً خالية منك...ظلت دافئة كأنك تركتيها للتو ثم بعد لحظات إليها ستعودين ..

وعطورك التي طالما يفوح عبيرها منكِ .. اقسم اني أجدها تداعب أنفاسي في غرفتنا بين الحينة والأخرى ... وكأنك منها تتعطرين ....

حتى خصلات شعرك التي طالما تذمرت من وجودها في صحن طعامي وعلى كتف ملابسي ..صارت تسعدني
وتفاجئني كل يوم بوجودها....لقد عز عليها أن تشعرني بالوحدة في غيابك ...فكانت تحن علي وتذكرني دوماً بصاحبتها الغائبة عن بيتها وعن أحضاني ..

أتعلمين أن شفتاك مازالتا مرسومتان على فنجان القهوة الخالي على طاولة طعامي...

حتى لون جدران بيتنــا كدت انســاها ...لقد اختفت وراء صوراً كثيرة لكِ و لنا معاً ...أصبحت أعيش كل ليلة بداخلها ولا اخرج منها حتى تشرق الشمس من جديد ...

حتى حزام أمان مقعد سيارتنا أربطه لكِ كما تعودت مني على ذلك ... كلما سئمتِ قيوده وادعيت كذباً انك نسيتِ ربطه.....


ومازالت افتح نوافذ سيارتي جميعها حتى يحرر النسيم خصلات شعرك كما أحبها حرة تطير .. رغم أنها رُتِبت بعناية ورغم  انك من فعلتي تلك تغضبين ...

أتدرين أنني اذهب إلى عملي دون رابطة عنقي !!!...فقد أقسمت هي أن لا تزينها رابطة من يدٍ سواك...


يظنوني هناك أهذي وان غيابك عني أصابني بالجنون ...ولكنهم لا يعلمون انك أطلقتي عشقي لكِ في وريدي وانه إكسير طويل المفعول ...  

إنهم لا يعلمون أن روحك سكنت جسدي منذ زواجنـــا بلا خروج ...بقيت فيه ...توحدت مع روحي وأقسمت ألا تغادره ....ولم يرهبها ولن يجدي معها تلاوات شيخ مسلم أو ترانيم يتلوها راهب كان او قديس ....

عدت لا أعبأ بنظرات الشفقة على حالي في غيابك التي لي يوجهون ...ولا اكترث كثيراً لهمساتهم التي تصل إلى مسامعي دون أن يدرون ...إنهم أغبياء لا يفهمون ولا يستوعبون ...ربما لأنهم بمشاعري تلك لم يشعرون ...

أحمد الله كثيرا انك ستعودين لي صباح غداً قبل أن ينفذ المفعول ...فإن نفذ صبري لن أدري كيف ستكون حياتي وإلى أين سيأخذني شوقي إليك فمن المؤكد انه سيقودني إلى الجنون ....

قررت أن ارصد لكِ مشاعري تلك .....حتى ترأفين لحالي.. وحتى لا يترك جسدك بعد الأن أحضاني  ....  

قررت أن اكتبها لكِ....

قبل أن تحط طائرتك على ارضي ثانية ...

قبل أن استمع في مذياع المطار إلى قدوم رحلتك من نيويورك ...

قبل آن تذوب مشاعري في أحضانك ...
قبل أن تتوه الكلمات على لساني مع فرحة قلبي بلقائك......فحينئذ ستمحو ذاكرتي أيام عذابي الطوال في بعدك ..ولن أتذكر سوى حاضري بين ذراعيك يا أول من دق لها قلبي ...يا من ملئتي ارضي  وسمائي وملكتي كياني وكل ما بقى من حياتي ....
بقلم :مهند فوده



هناك تعليق واحد: