الأحد، 6 أبريل 2014

هولوكست عشقي ..




3 يونيو 2013

هو، تلك القطعة من البازل التي طالما بحثت عنها والتي كانت تنقص حياتي, منذ ان رأيته للمرة الأولى كان له حضور طاغٍ مُربك و جاذبية ساحرة تساقطت أمامه كل الأسوار التي طالما سجنت قلبي وعزلته عن عالم العشق.
"التقيت بروحي".. استطيع قولها وبكل ثقة  انه الحب الذي لا نصادفه سوي مرة واحدة في العمر...
هو رجلي و وليفي، ومن ختم علي قلبه "ممنوع الاقتراب"، "ملكية خاصة بحبيبتي"..
لم أكن أتصور يوما أن أعيش هذا التكامل الوجداني و هذا الانصهار الروحي مع احد...
 فصرت أؤمن بمقولة "أنا  وهو روح في جسدين " بعد أن كنت بسخريتي و عقلانيتي المفرطة استخف بالعشق والعشاق و بحالات الهيام المبالغ في وصفها.
ولان حبنا كان في أبهى صوره, استكثروا علينا هذا الرزق و تلك السعادة، فقرروا أن يكون الفراق هو مصيره المحتوم.
دقت طبول الحرب معلنة أننا لن ننعم بالسلام بعد اليوم... ولان السلام مسلوب منا عنوة وظلما تحولنا انا و هو إلي مقاتلان لأخر رمق ضد ذاك الهولوكوست العشقي، فحاولنا جاهدين تجنب كل السهام المسمومة الموجهة لقلبينا. ولكن المواجهات طالت, ومعها خارت قوانا جسديا و نفسيا حتى تناوبنا مرضى على المشافي, ورغم ذلك  لن نفترق مهما حاولوا إبعادنا.
 لن نفترق وكلانا يسكن الآخر, وإن اجبروه علي الارتباط بغيري سيظل لي وحدي وسأظل له، افعلوا ما شئتم " انا لحبيبي وحبيبي الي... لا يعتب حدا و لا يزعل حدا... انا لحبيبي وحبيبي الي..."
عاليا
بقلم هاجر محمد (اورورا)
.

4 ديسمير 2013

وعاهدتها مذ أن أحبها قلبي أن لا أتخلى عنها مهما قادتني الظروف .. مهما عاندتني وخالفتني ..واستعصت علي .. وأنا رجل لا أخلف العهود ..
سأتحدى قدري .. سأعيد كتابته رغما عنهم جميعا وليكن ما يكون ..
ليس صحيحا أن النساء وحدهن في بلادنا قد يجبرن على الزواج بمن لم يخترن .. فأنا أحب فتاة وسأجبر على الزواج من أخرى!!..
سأبتسم في وجهها تمثيلا.. وأمنحها كلمات حب مجاملة.. سأقاسمها الفراش تأدية واجب لا أكثر ..
ولما لا أرفض إذن واعترض وأنا رجل ولدت ونشأت في ربوع بلاد شرقية تُعد ذكورية بامتياز!! .. لما لا أتمسك بحبي لفتاتي حتى أظفر به؟! ..
ومن قال أنني لم أرفض و أغضب وأثور على والدي حد ترك البلاد كلها لهما مهاجرا..
ولكن ضعفهما ردني إليهما طفلا صغيرا لا يقوى على إغضابهما..
غلبتني دموع أمي .. وأضعفني مرض أبي ....كيف أتركهما وانا وحيدهما من اجل الحب.. وهل في عُرف الحُب يجوز ذلك؟!! ..
ليتهما يدركان أن لولدهما الوحيد قلب ينبض ويحب.. فيترأفا لحال قلبي.. ويشفقا لأناته.. ليتهما يدركان أن ولدهما ليس ملكية خاصة باسمهما متى أنجبوه.. يظلا يتحكما في مصيره طول العمر..
ليتهما يعلما أن هناك أثمن من أموال ابنة العم وتركــة الأراضي..
أحبك يا عاليا رغما عنهما.. احبك يا عاليا مهما أرادوا..
فوق ما يكيدون لنا أحبك ..
ولو وقعت عشرات عقود الزواج على غيرك وبأصابع يدي العشرة عليها بصّمت..
ستظلين أنتِ حبيبة قلبي وشريكة العمر ..
لا تعبأين كثير يا عاليا بما يدبرون .. وان تزوجت ابنة عمي كما يريدوا .. سيقترن قلبي بمن أراد ..
لهم جسدي يمنحوه لمن يشائوا .. ولي قلب منحته لمن أحببت ..
 يوسف
بقلم مهند فوده

.

14 فبراير 2014

ورغم انك حلمي الأكبر إلا أن كل الدروب التي تؤدي إليك مغلقة ..وبرغم أن مخدع واحد يجمعنا إلا أن قلوبنا لم تجتمع بعد..
شاردا أنت طول الوقت تعذبني بصمت لا أفهمه.. نظراتك لا تؤدي إلى حيث أكون أبدا و كأنك تعيش في عالم تراه ولا أراه.. كيف السبيل لعالمك؟!.
إنني أتألم يا حبيبي و أنت لا تدري.. صمتك يقتلني ..يقطع قلبي إلى أجزاء.. يُشعرني بالفشل .. أريد أن أسمع منك تعليقا حتى لو كان سلبيا .. لماذا أرى الحزن عالقا بقسماتك ؟! لماذا لا تناديني؟! أشعر أنك لست هنا ..و كأنه يخيل لي أنك أمامي..
الحب .. ليتني لم أعرفك أيها الحب ..إنهم في هذه الأيام يحتفلون بذكراه..
كنت في كل عام أنتظر أن يأتي هذا العيد و نحن معا.. كنت دائما ما أتخيلك تأتي إلي حاملا  باقة الزهور الحمراء تركع على ركبتيك مداعبا إياي: "سيدتي الجميله اقبلي هذه الزهور تعبيرا صغيرا عن حبي الكبير" ..
 لكن هذا اليوم مر حتى دون أن تنظر إلى عيناي نظرة واحده .. كنت أظن أنه سيكون أجمل عيد حب مر على العشاق بوجودي معك.. لكني لم أجني فيه سوى تعاسة لا أعرف سببها..
كلما هممت أن أسألك توقف لساني.. حاولت مرارا وتكرارا أن أجعلك تتحدث عن أيام دراستك وعن علاقتك بزميلاتك.. هل تقربت إحداهن إليك يوما ؟ هل أعجبتك إحداهن ؟ لكنك كنت دائما تجيبني باختصار بأنك كنت منشغلا بالدراسة فقط.. كان سؤالي يريد إجابة لتساؤلات كثيرة.. كان ظني يأخذني في بعض الأحيان أنه ربما كان قلبك متعلقا بأخرى.. أو أنك بعد زواجنا شعرت بأني لا أناسبك علميا ربما قلت في نفسك لو كنت تزوجت امرأة على توافق علمي معي لكان أفضل..
لربما.. لربما.. لربما ..يصوب الظن رصاصاته المستمرة على قلبي ..وهو لا يدري؟!
دعي هذه الأفكار.. كفاك تعذيبا لذاتك وكأنك تشاركينه جلد ذاتك..
إن أفكارك كأفكار أهلك بأن الرجل هو السيد و المالك و المستحق الوحيد للتعبير عن نفسه و رغباته..وكأن من حقه هو فقط أن يحب و أن يعترض ..انك تتألمين في صمت لأجل ألا تزعجيه بأسئلتك .. ما هذا العذاب؟ وماذا فعلت حتى تستحقين كل هذه الآلام؟.
فلتتجرئي وتسألينه .. ليحدث ما يحدث .. وليفعل ما يفعل .. لا تكوني جبانة.. لا تشاركيه تعذيبك .. ترى ما عساه أن يفعل .. أن تعرفي الحقيقه مهما كانت قسوتها أفضل بكثير من عذاب يستمر طول العمر ..فلتنهي العذاب يا نجلاء.. 
نجلاء
بقلم دينا السيد


الجمعة، 21 مارس 2014

أترى يا امي سيحبني أولادي مثلمـــا أحبكِ ؟!



أترى يا امي .. سيحبني أولادي مثلمـــا أحبكِ ؟..

سأصير لهم أبا صالحا مثلما كنتِ لي أما لا مثيل لها ولا زلتِ ؟..

أم ان حب الأبناء لأمهاتهم لا يُقارن بحب سواه ..

يُقال أن حب الولد لأمه فطري ..و لأبوه مُكتسبـا مبنيا على القدرات ..

أخاف أن لا أُمنح القدرة على اكتسابه .. فلطالمــا مُنيت بالفشل فيما يخص المهارة و تمنحه القدرات..

يقولون ايضا أن الأولاد الذكور طالمـــا يحبون أمهاتهم أكثر .. وماذا لو لم أُرزق بالبنــات ؟؟

هل سيكفيني فقط اقتران ابنائي باسمي طول العُمر ...وماذا عما لا يُكتب بالبطاقات؟! ..
.
علميني يا امي كيف كيف أكون مثلك ماهراً في الحب..

كيف أفيض حنانا كالنهر..

كيف اعطي بلا حساب ولا انتظر رد..

علميني كيف أمنح طاقة للكون ..

كيف أعبر بعيناي دون حاجتي للنطق..

كيف أمنح نصيحتي فتتسلل لعقل مُتلقيها .. فيتقبلها دون رفض..

كيف أرتب مشاعري لتتحسس مشاعر الخلق ..

اخبريني يا امي كيف أبدل من البديهيات وأغير من فيزيا القلب ..

لأجد ما أقدمه لأولادي ..غير اسمي ..وغير ما تشتريه النقود وتزنه الأموال ..

لربمـــا أفلح وأكتسب القدرة على أن يحبوني ولو ربع حبي لكِ يا اعظم أمٍ في الوجود .. بقلم مهند فوده                                                                                                            21 مارس 2014

الجمعة، 14 فبراير 2014

يستحضرون خيبــة أملهم في ذكراه..



لا حاجة للمحبين بالاحتفال بالحب.. وهم يعيشون فيه ويتنفسونــه..

وحدهم الذين لم يزر الحب قلوبهم.. يستحضرون خيبــة أملهم في ذكراه..

وحدهم الذين هجرهم الحب من عام لـ عام .. تعاودهم ذكرى خسارتهم ومُصابهم فيــه.. 

تُذكرهم بنغمـة فريدة عزفتهـا ذات يوم أوتـار قلوبهم ثم فقدتهـا..
 مذ أن غادرهـا حبيب رحِل قسراً..
و أخر هجرهـا طوعـاً..
وذاك خانهـا بإرادته..

وهذا انقلب عليهـا وأصاب صِمامها في مقتل.......مهند فوده

تُراهم أحبوا حقــا ?!


دعيهم لعيدهم ذاك يحتفلون ... فلم يدركوا بعد أن للحب أكثر من لون .. 
.
وان ما سُطر عن الحب زائفا .. فلن يضاهي الوصف قدر الشعور ..
.
وأن ما من حب يُباع في المحال و يُشترى ...
.
وإن اجتمعت هدايا الكون .. بجوار قدرك لا قيمـة لها ..
.
وحقول الورود التي طالمـا بعثت في نفسي السرور ..مُذ ان رأيتكِ ..فقدت في عيني بهائهــا .. فقد بدلت نشوة الحب كل ما كان يُبهج نفسي قبلهـا ..

.
تُراهم أحبوا حقــا .. أم يراودهم زيفــا ذاك الشعور ؟ .....مهند فوده

الخميس، 30 يناير 2014

فتاة لها نكهــة مدينـــة ..


لم تكُن مجرد غنوة اقتحمتني ذات ليلــة. كانت تعويذة سحر أصابتني. وربما كانت إحدى إمارات القدر التي أرشدتني لقدري من الحب الذي تجسد لي في الصباح التالي. في صباح تمرح فيه الشمس قابلتها، صبية سمراء، خصلات شعرها تتدلى على جبينها كسلاسل حريرية سوداء. تتزين بورود الياسمين كما تتزين طرقات مدينتي في الأعياد لاستقبال مُريديها. تتبرقش بالخُضرة وشاحاً يلتف دون إحكام حول أكتفاها. وترتدي الأبيض شراعاً يتأرجح على صفحات تنورتها النيلية وخاتم إصبعها الفيروزي ..لقراءة القصة كاملة من خلال الرابط التالي : 
 "فتاة لها نكهـة مدينـة" -العدد 84 - مجلة عود الند - تصدر من لندن
. - See more at:

 http://www.oudnad.net/spip.php?article788&lang=ar#sthash.kcIFLdbp.dpuf

الاثنين، 22 يوليو 2013

حينما تتمرد عازفــة الكمان..




هي حالمــة طوال الوقت.. أمام الكمـان و بدونه..تجدها دوماً بين السحاب مُحلقة فهي ليست من هواة الهبوط على الأرض ..

هو واقعي كل الوقت.. دوماً ما يستنزفه  في ضبط أنفاســه و سد ثقوب الناي بخجلـه وتردده ونظرته السوداوية للحياة...

قد يبدو عزفه منفرداً.. عذباً إلى حد كبير..

ولكن حين يشاركها العزف لا يوجد بينهما حد أدنى من التناغم..

.
كيف لعازفــة كمان أن تعشق عازفاً للناي.. ولا يصلح أن تجمعهما يوماً سيمفونيــة مشتركــة..

لا أحد حولها يستطيع تفهم ذاك حتى والدها مايسترو الفرقة الكبير ..

عندما يتعلق الأمر بابنته يرمي خلف ظهره كل ما تعلمه من أصول قيادة الأوركسترا.. حد إنكاره لأصول التناغم بين الآلات الموسيقية..

.
في لحظة مــا, قررت التمرد على نشاز الناي وإقتحامه لمعزوفتها ..

قررت ألا تكون مجرد عازفـة في فرقــة أي كان قائدها..

قررت أن تقود هي عزف مقطوعتها وحدها وتختار ما يتناغم مع كمانهــا...

لم تأبه كثيراً بما سيقوله الجاهلين بنوتة الموسيقى...وهم حولها كُثر

وحدها ستتحمل نجاح أو فشل تجربتها حتى النهايــة ........مهنــد فوده

الثلاثاء، 4 يونيو 2013

ومنحها ذات يوماً ..جناحي فراشة.



(1).
وتركها قبل الأرتواء منه ...رجل يعلم جيداً متى يُبقِي ضحيته مشتعلة بحبه ...نظر لساعته فجأة و نهض واقفاً..تركهــا بحجة انه ينتظره موعد عمل ...تمنعهــا أنوثتهــا ان تستبقيه ولو لدقائق أخرى ..ودت في تلك اللحظة أن تقتل عقارب ساعته التي لدغتهــا على غفلــة... قتلت آمالهــا بقضاء ساعة في قربـــه.. لقد عانت كثيراً وهي تخطط منذ اسبوع لهذا اللقاء..فكيف له في ميعادهــا أن يدع شئ أخر يشاركهــا فيه ؟!...
بدا الامتعاض جلياً على وجههــا وهي تصافحه ... ومشت خلفه ببطء تودعــه .. تشيع معه أحلامهــا ..و ترثي حظهــا العاثر معه .. يكاد اليأس أن يفتك بهــا عندما تفكر كيف ومتى ستراه مرة أخرى... 
خلف النظارة السوداء ...سقطت دمعة من عينيهــا ..كان يمشى أمامهــا ولكنه سمع صوت ارتطام دمعتهــا بالأرض ...ابتسم في خبث وهو يعلم أن اليرقــة أوشكت على النضوج ...في الميعاد اللاحق سيقابل فراشــة نما لهــا جناحين ملونين...من الآن عليه أن يخطط كيف سيشعل النار فيهمـــا ؟!!..

(2).
خلال أسبوع اتصلت به ست مرات .. لم يرد عليهــا سوى مرتين ... الأولى أخبرهــا على عجل انه في اجتمــاع وسيتصل بهــا فور الانتهاء منه كعادته ولم يتصل...والمرة الثانيــة اتفقا على اللقاء في ذاك المطعم .. رجته ان يتفرغ لهــا يومهــا ووعدهــا بتحقيق ذلك..
.
في اليوم الموعود .. جاء في موعده وانتظرهــا لقُرابــة النصف ساعة ولم تأتِ ...حاول الاتصال بهــا كثيراً ولكن هاتفهــا كان مغلقاً ... بعد نصف ساعة أخرى غادر المطعم غاضباً بعد ان تلقى رسالة نصية منهــا تعتذر لعدم الحضور لظروف منعتهــا ...حاول مكالمتهــا مراراً ولم يفلح ...أقسم انه سيعاقبهــا بطريقته حينما يراها أو تتصل ...
و الغريب انهــا لم تأتي إليه أو تتصل كما توقع لتعتذر و تلتمس منه الغفران عن فعلتها..
قبل أن يجن و يفقد عقله... ذهب إليهــا في محل عملهــا..قابلته على عجل وطلبت منه الانصراف لانها مشغولة جداً... رأت لأول مرة اللهفة في عينيه ...شعرت لأول مرة بناراً تشتعل في داخله خوفاً من فقدهــا .. أو لربما قلقاً من إفلات زمام الفراشة من بين يديــه ...
بالفعل ...لقد نما لها جناحين ملونين.. حلقت بهما بعيداً عن قبضته بعد أن أشعلت النار في كلتا يديه ...

(3).
لقد أصبحت (هي) بالنسبة (له) مسألة ثأر للكرامــة لا أكثر .. كرامة مخدوشة لرجل لا يتباهى في مجالسه سوى بمغامراته و فتوحاته الرجاليـــة ...فكيف لفتاة صغيرة مثلهـــا ان تلهو بتاريخه الكبير... قرر أن يعيد مخططاته ...يسّن أسلحته ويعيد ترتيب صفوفه من جديد...
بدا لطيفاً معهــا في مكالماته ...ودوداً ...صبوراً لأقصى حد و أكثر مما كانت تريد...
فلما لا تمنحه فرصة و تحاول معه من جديد ؟!...
اتفقـــا على اللقاء في مطعم آخر أنيق ...تأخرت عن ميعادهـــا رُبع ساعة لا أكثر "لزوم أناقة لابد منها مع رجل مثله يقدس المواعيد " ...حاول أن ينفث غضب تأخيرها في سيجارة كوبي ..أطفأهــا لحظة عبورهــا باب المطعم ...
وقف لهــا ...قبّل يدهــا .. حمل عنها مِعطفهــا ..وأجلسهــا على مقعد في مواجهة مقعده ...بدت غير مصدقــة تحولــه ..وبحذر بدأت تنزع أسلحتها أمامه رويدا رويداً كلما ابتسم لها أكثر وضحك بود شديد ...طلب منها رقصـــة تانجو...
قالت له : لا أتقنها جيداً ...
قال : استسلمي لوقع خطواتي فقط ...واتركي نفسك بين ذراعي ...
ضحكت قائلة: لامانع ..ولكن احذر كعب حذائي....
خلا المرقص من كل الثنائيات دونهما...تركوا الساحة احتراماً لذاك العزف الفريد ...أما هو فلقد أدهشته للمرة الأخرى ببراعتها في الرقص معه ...كانت له نِداً بـ نداً ...خطوات استباقية وهجومية منها ..يقابلها خطوات متراجعه دفاعية منه والعكس..
كل من تابعهما ..أشاد بكيميــا وتناغم قلما وجد بين الثنائيات في رقصة تانجو " وعزوه من فرط تأثير الحب "...ولكن لا أحد يعرف انهـــا بداية لحرب ناعمة شرقية دقت طبولها " الأن "مع أنغام رقصة التانجو اللاتينية .. ......

(4).
ما أروعه صباح ؟! أن تتفتح عينيها على باقة زهور كهذه ...و ما أجمله من يوم تفتتحه بالهدايــا ؟!.

مع باقة الزهور البيضاء الرائعة فستان سهرة أسود أنيق ..مرفق معهما كارت خط فيه " أهدى زهور الزنبق البيضاء لأجمل زهرة في حياتي, دمتِ لي في بستان الزهور متألقة عاماً بعد عام . في انتظارك الليلة لنطفئ شمعة عيد ميلادك معاً (مركب بلو نايل العائم في النيل - مطعم "موون دِك" على ظهر المركب- الساعة الثامنة والنصف) , من الآن سأكون يا حبيبتي بانتظارك "
كادت أن تقفز من السعادة وهي تحتضن باقة الزهور وتراقص الفسنان الأسود ...قررت ألا تذهب لعملها اليوم ...فتلك السهرة بحاجة إلى استعداد خاص ... اتصلت بزميلتها في القسم وطلبت منها أن تقدم لها على اجازة مرضية ..
في المساء ..كانت متألقة كالسندريلا تجلس في مقعد خلفي بسيارته الفارهه يقودها سائقه بسرعة البرق نحو الأمير الذي ينتظرها على شط النيل الآخر بجزيرة الزمالك ...
كالحلم ..لا تدري حقاً إن كانت ذاهبة إليه في عربة تجرها الخيول الستة على الأرض ..أم عربة تحملها الجنيات السبع لتحلق بها في سماء القاهرة و بين نجومها ...
بعد ربع ساعة كانت بين يديه ..كان ساحراً كعادتــه بأناقتــه الكاملة وسيجاره الكوبي المشتعل دوماً بين اصابعه ..كان متألقاً في ترحيبه بها و بكلمات الغزل المتوهجة التي أطلقها على مسامعها فور قدومها ...
لفرط تأثرها بكلماته قررت أن يكون "اليوم " هو يوم هُدنــة من الحرب الدائرة دوماً بينهما ...ألا تُفسد ليلة كهذه بعنادهــا المعتاد له ..ومعارضتهــا له في الأمور التي تستحق أو التافهة ..كانت تريد أن تستمتع بكل دقيقة معه في هذا المكان الفريد...كانت تحلم ..وتريد...وتتمنى.. ولكن لسوء حظها فالأمور لم تجرِ كما كانت تنشد و تهوى ...

(5).
قطع حديثهما الخافت على ضوء الشموع.. فتاة شقراء جريئة في مظهرها وتصرفاتها... أقبلت تصافحه بالعناق و القبلات... يبدو انها لم تره منذ مُدة... مشتاقة إليه كما عبرت عن ذلك صراحة وكما تحادثه بهذا الشوق الكبير... إنها لم تراعِ تلك الجالسة بجواره... تجاهلت إلقاء التحية عليها أو حتى النظر نحوها... طال الحديث بينهما أكثر من اللازم حتى باتت تشعر بالحرج... وأخيراً انصرفت بعد ربع ساعة من الحديث الأكثر من ودي ...يبدو أنها الأخرى كانت إحدى زهرات البُستان ..و ربما أهدى لها هي الأخرى زهوراً في عيد ميلادها وأهداها فستان...
 إنه يتباهى بأنه عالِم في الزهور متخصص فيها... يقول أن للزهور لغة لا يفهمها سواه... وأن لكل امرأة زهرة تُجسدها ..فمن المؤكد انه استنشق عبير الزهور جميعها ليكون لهذا الحد خبيراً فيها...
بدأت الحرائق تزداد اشتعالاً في أعماقها ...حاولت ألا يبدو لها أي أثر على وجهها فلم تسأله من هي؟ وما حدود علاقته بها ؟.. قررت حذف تلك الربع ساعة من شريط يومها مؤقتاً... ولكنها أقسمت أنه سيكون حسابها عسيراً... سيضاف إلى رصيده لاحقاً ...

.(6)
لم يمر سوى خمس دقائق حتى عادت الشقراء مرة أخرى تطلب منه أن يشاركها رقصة ثنائية .. ولم يمانع في الاستجابة لها بعد ان استأذن الجالسة برفقته "إذناً شكلياً" ...
 جلست وحيدة على الطاولة تسبُه "هو" وتلعنها "هي" ...تلوم نفسها على تلك الهدنة مع رجل كهذا ...على تلك النكسة التي لحقت بها جراء استجابتها لدعوة العشاء معه وارتدائها فستاناً من اختياره ..قررت قطع الهدنــة فوراً والإعداد لهجمة مرتدة لحظة أن اقترب منها شاب يطلب مشاركتها تلك الرقصــة ..بدا لها من الوهلة الأولى انه ثقيل الظل ولكن لا رفاهية لديها لاختيار بديل أفضل (فلقد جاء في وقته تماما) ..
 في ثوانٍ معدودة كانت ترقص معه بجوارهما على المرقص ..تجاهلتهما ولم تنظر نحوهما إطلاقاً ...ولكنها شعرت من طيف خطواته الراقصة حولها انه يتابعها ... كان شريكها الراقص يُحادثها ..كانت تبدو لمن يرها أنها مُصغية إليه و سعيدة بحديثه ...ولكنها لم تكن تدري ماذا يقول هذا التافه ؟ و بماذا يثرثر لها ؟ ...لم يكن بوسعها أن تجيب حديثه .. فقد كانت تشاركه الرقص بجسدها فقط ...وعقلها كان مع الثنائي المجاور "الشقراء اللعينة ورفيقها الخائن" ...
وفجأة ..إذا بشريكها يدهس قدمها دون قصد ...فصرخت بصوت قوي مسموع ترددت أصدائه في أرجاء المطعم ..على إثره تلقى لكمة قوية في وجهه أردته ارضــاً..يبدو ان رفيقها ظن من صرختها خطأ أنه تحرش بها وهو يراقصها ...
وتحول المرقص في ثوانٍ إلى معركة كبيرة بينه وبين أصدقاء الشخص المضروب ..لم يطل تصدره فيها لأنه تلقى دعم سريع من طقم حراسته الشخصية...وبدأت الكؤوس والصحون في التطاير ... قررت أن تحضر حقيبتها وتنجو بنفسها.. وجدته يجري ورائها منادياً عليها ...نظرت له بغضب ولم تُجبه ...وقفزت بداخل أول تاكسي رأته ...
رغم النهاية المأساوية لليلة عيد ميلادهــا إلا أنها كانت تبتسم في نشوة وهي تشعر بتحقيق انتصار عليه في تلك الجولة القصيرة المباغتة ... أكثر ما أسعدها حقاً هو اكتشافها "غيرته عليها" ..إنها نقطة ضعف في جبهة خصمها .. ستكون هدفاً منشوداً لهجماتهــا اللاحقة..

(7) .
كيف ليرقة وديعة أن تتحول لفراشة بتلك الشراســة ...كيف يمكن أن ينمو للجميلات أنياب ؟! ...وكيف للدهاء أن يعرف طريقاً لتفكيرهن ! ...
 في يوم تلا ليلة عيد ميلادها التي كانت مفعمة بالمعارك والأحداث...
حادثها في الهاتف...فأجابه صوتاً رجالي فسأله بعنف : من أنت ؟! ..
أجابه الطرف الأخر بأنه زميلها في العمل ...
دون أن يشعر قال له : ومن أذِنَ لك بالرد على هاتفها ؟! .
رد الآخر بارتباك : هي تركته لي ريثما تعود من عند المدير ...
أغلق الهاتف في وجهه ...و سبهما وتوعد لها ...
انتظرها لنصف ساعة تهاتفه ولم تتصل ...
ترك عمله على الفور ... وقاد سيارته بسرعة جنونية إليها محاولاً اللحاق بها قبل  انتهاء موعد دوامها ...
وقف بسيارته أمام باب مدخل الشركة المزدحم بخروج الموظفين..
بعد خمس دقائق من التأمل في الوجوه المغادرة والتفحيص, أستطاع أن يلتقط وجهها المختبئ خلف نظارة سوداء كبيرة من بين عشرات الوجوه ... بدت له في هيئة جديدة لم يعتادها  وهي تهبط درجات السلم ...
 أنيقة هي في كل الأوقات ...جذابة وهي ترتدي ذلك اليونيفورم و تروض شعرها الأسود للخلف...مُغرية أكثر من اللازم وهي ترتدي تلك الجونلة القصيرة .. كيف لها أن ترتدي جونلة كهذه ؟ !.. سيجبرها على ألا ترتديها مرة أخرى بعد اليوم ولو كلفه ذلك وظيفة بديلة لها بإحدى شركاته ..
لم يتبين له إن كانت لمحته من خلف نظارتها السوداء أم لا ؟! ..ولكنه فوجئ بها تكمل مسار سيرها بعيداً عن سيارته ...اتصل على هاتفها ولم ترد ..يبدو أنها لم تسمعه فهي منشغلة بالحديث مع هذا التافه "لابد أنه من رد عليَّ اليوم "...
.
ماذا يجب عليه أن يفعل ؟!...مكانته ومركزه المرموق لا يسمحان بأن ينزل من سيارته وينادي عليها في الشارع كمراهق صغير ينادي على حبيبته لحظة خروجها من باب المدرسة بصحبة رفيقاتها ..
.
أما هي فلقد شاهدته من خلف نظارتها ولم تلتفت إليه ...واستمعت لرنة هاتفها الخاصة به ترن من داخل حقيبتها وتجاهلت رنينه ...مشت بجوار زميلها وحادثته بحميمية وألفة غير معتادة بينهما لعلها بذلك تعاقبه وتغيظه ..
سألته بلطف عن مساره فأجابها ...فقالت له هو ذاته مساري خذني بطريقك إذا سمحت ...
 بعد عدة كيلومترات , وبعد أن أطمئنت من المرايا الجانبية أنه لا يتبعهما بسيارته ... طلبت من زميلها أن ينزلها على اليمين فلقد تذكرت فجأة ميعاد صديقتها الذي سهت عنه  ..
شكرته في قرارة نفسها كثيراً على تواجبه معها في دور أداه كما يجب وإن لم يعلم به أو يختره ..
قليل من الغيرة قد تفيد أحيانا هكذا قالت تُحدث نفسها وهي تركب التاكسي متجهه لمنزلها  منتشية بهدف أحرزته في مرماه اليوم ...
ولكنها لا تدري أن القليل من الغيرة قد يقود بعض الرجال للجنون ...وليس كل ما يسدد في مرمى رجل كهذا يحتسب هدفاً في معظم الأحوال............مهنـــد فوده.

(8).
حُجبت وسيتم نشرها لاحقاً في الكتاب بمشيئة الله تعالى.

(9).
كل منهما يكابر في الحب , كل منهما في سباق من النفس الطويل على من سيصبر أكثر ومن سيقص شريط هزيمته أولا ...
"هي" لم تعد تفارق هاتفـها , أوشكت أن تعلقــه بعنقها ..كل عدة دقائق تختبر شاشته الخالية من " مكالمة لم يرد عليها احد " ..
كجليسـة مريض على فراش الموت ..كل ساعة تتأكد من أنفاسه وانه لم يصبه عطل ومازال تنبض الحياة في جسده المعدني ...فتقيس قوة وضعف إشارة الشبكـة بعواطفها التي لم تعد تتحمل مزيداً من الصبر ..و كل عدة ساعات تُهاتف رقمها من هاتفها الأرضي ..فيرن كعادتـه ...يكاد يقسم لها انه سليم وأن لا ذنب له في إرجاء مكالمـة تنتظرها منذ أكثر من أسبوع ..
.
لا إراديا تبحث عن اسمه في سجل الأرقام  ..
تتحسس حروف اسمه وكأنها تتحسس ملامح وجهه ..
وكأن برؤية اسمه تتجسد لها صورته ..
وكأنها بإصبعها الرقيق تنبهه إليها .. تخبره أنها في أمس الحاجـة لسماع صوته ..
"قارب الأكسجين عن النفاذ يا طويل النفس ..وما عاد لي في حبك صبر ولا نفس " ..
.
تلمس زر الاتصال دون أن تضغط ...تطمئن نفسها أنها لو أرادت الاتصال ففي اقل من ثانية سيكون معها ..
ولكن يا تُرى كيف يتحمل هو بُعدها عنه ؟!..
أتشغل حيزاً من تفكيره مثلما يشغل هو كل تفكيرهــا ؟! ..ربما ..
.
على الطرف الأخر ..
"هو " يحاول إغراق نفســه في اجتماعات لا تنتهي..
وبين سطور الملفات التي يطالعها كل يوم يدفن تفكيره ..حتى عندما يصل إلى بيتــه ويضع رأسه على وسادتــه يخلد  إلى النوم في لحظات قليلــة ..
هكذا ظن أن ما يفعله وسيلة تمنعه من التفكير فيها يقظاً ..ولكن ابى عقله الباطن أن يتركها من ذاكرتــه في ساعات نومــه ..وكأنها تتحالف مع ذاكرته ضده ..فيذهب إرهاق اليوم كله سُدى عندما تتجلى في الحلم مُبهرة كعادتهــا ..ضحكاتها تتردد وكأن لاشيء حدث بينهما ..
يقضي ساعات الليل كله يحادثها بشوق كبير ...يخبرها بكل ما يريد متحرراً من قيود كبريائه ولوم رجولته المُهانة بسببها ...
يطول الحديث و كل ليلــة ينسى أن يُعاتبها ..لا يتذكر هذا إلا عندما يفارقها ويستيقظ  ..


ماذا يحدث له في نومــه لا يدري ؟! ..ولكنه على يقين أن تلك الحالة لم تداهمــه من قبل مع أي فتاة سبقتها ..هي ليست الأجمل ..ولكنها الأقوى سحراً و تأثيراً .....

(10).
إلى متى سيقاوم رغبته في مهاتفاتها لا يدري؟!, وإن كان على يقين أنه لن تطول المدة أبعد من ليلة غد...
في غيابهــا تأكد له مدى حُبــه لهـا, فغياب من تحبه كما تأثيره مُرهق على النفس, كما يعريها من غرورهـا, من كبريائها ,من زيف الحجج وتصلفها,
إنه يضع النفس في مواجهـة مباشرة مع احتياجات القلب المباشرة بلا مراوغـة أو كتمان.
 في عاصفـة تجتاحه من الشوق إليها ود لو صارحها بحبه..
ود لو طلب منها السماح والغفران ,ود لو يرجوها أن تمضي له على صك عهد ألا تتركه بعد الآن..
ولكن هو أقوى من يدع نفســه ورقــة في مهب عواصف مشاعر الحب المتقلبة, فتهوره ذلك قد يجعله ضعيفــاً أمامهـا لتزداد بضعفـه توحشاً وافتراســاً... 
عليه أن يترك للصبر مهمة ترويضها ولكن دون أن يُضيعها ...
فهو على درايــة كافيــة كيف تحوم فراشتــه حول النار تنتظره ..
سيتركها ليوم إضافي وسيتصل بها قبل أن تحرقها نيران الشوق وتضيع منه للأبد  ..
.
لكن الفراشـة لم تقو أن تنتظر أكثر, لربما لو كانت انتظرت حتى صباح غدٍ لكان اتصل بها قبل أن تتصل به..
ولكن هكذا هن النساء فالصبر عدوهن والانتظار يقتلهن بسكين بارد, إنه يذيب صلابة أي امرأة مهما بدت أمام الرجل قويـة,حتى لو أظهرت له أنها فولاذيـة البنيـة غير قابلـة للكسر و لا تتأثر بالصدمات........