الأربعاء، 25 يناير 2012

إلى حواء المصرية : الشباب المصري ...يبحث عن المانيكان



عزيزتي حواء المصرية لا أمل لك اليوم في شريك حياة مصري الجنسية...ليس بسبب طلبات والدك المبالغ فيها ...وليس بسبب وصول سعر جرام الذهب لأرقام قياسية...ولكن لأن عيون الشباب المصري زايغة على بنات سوريا ولبنان وتونس.
 البركة في الفضائيات والكليبات وحتى مذيعات الجزيرة والعربية.... وطبعاً مقارنتك معهم شكلياً ليست في صالحك...حتى لو بررتي ان كل حاجة عندهم صناعي ومنفوخة وان النفخة والشدة مش بتدوم ومسيرها تبقى أكسبيرد وترجع العروسة تبقى بوصة ...فما تحاوليش ...فهم في هذا الموضوع طرش ولكن ليسوا عمياناً ... هيجي ايه محشي الكرنب جنب التبولة والفتوش والكسكسي...
فالمرأة المصرية أصبح زيادة وزنها وامتلائها سمة من سماتها الأصيلة...ولو مش مصدقني افتح التلفزيون وهات الأولى ولا الفضائية وشوف أي مذيعة أو حتى أي فنانة مصرية في أي مسلسل هتلاقيها كرنبة متحركة...فإذا كان هذا حال نجماتنا (اللي حالهم وقف بعد غزو اللبنانيات والسوريات للشاشة) ...فما بالنا بستات البيوت..

لذلك تقع الفتاة المصرية في أزمة نفسية حادة ..تحاول جاهدة مجابهة العولمة والفضائيات (الله يلعنهم) ..فتحاول التقليد سواء بطقم اللينزس أم 12 لون أو بالمكياج الذي أصبح ذوقها فيه منعدماً ...فكلما زودت بودرة التفتيح وألوان قوس قزح.. تصورت انها أصبحت جميلة و بيضاء البشرة وتجنن .. وتطير فرحاً لما تلاقي عيون الشباب مابتتشالش من عليها ...ولاتعلم إنها مابتشالش لانهم رأوا كائناً فضائيا غريباً
حتى لو نجحت في أن تكون رشيقة في فترة الخطوبة ... فالشباب متأكدين تماماً انها ستترك العنان لوزنها بعد الزواج وخاصة مع ظروف الحمل والولادة ...ولكن شبابنا (ربنا يحرسهم) لم تعد تنطلي عليهم تلك الخدع....فدلوقتي الشاب من دول بيعلق الجوازة لحد لما يشوف أم العروسة ...مش عشان يتبارك بمقابلة حماته حماة المستقبل ...ولكن عشان يشوف شكل ووزن مراته بعد عشرين سنة هيكون واصل لحد فين....فلذلك انتي مطالبة مع والدتك بأن تتابعوا من دلوقتي مع دكتور تغذية ...لانك ممكن تكوني إنتي مانيكان ...بس أم المانيكان مش مانيكان!!!!

رغم أن ذلك هو الواقع ... ففي ناس كتير تتهم ذلك الشباب بتفاهة وهيافة معاييره في اختيار شريكة حياته مع أن معظمهم على درجة عالية من الثقافة ومن خريجي الجامعة وربما من حملة الماجستير والدكتوراة...وان تلك ليست المعايير الصحيحة لاختيار زوجة صالحة تحافظ عليك وتصونك وترعاك وتربي عيالك ...ولكن اطمئنوا ..فشبابنا واع جداً... فموضوع الجمال والمظهر ليس كل شئ ولكن هذا فقط أول اختبار لها عشان تنال شرف ان تحمل لقب صاحبة العصمة حرم فلان بك ...فهناك بعد كشف الهيئة اختبار الشخصية واختبار خفة الروح ولا وش غم واختبار قوة التحمل واختبار قياس درجة الغيرة ...فلو عدت الفتاة الغلبانة من أول اختبار ...صعب انها تنجح في الباقى ...إلا من رَحم ربي...

الغريب ان الشاب من دول فاكر نفسه لقطة ومحصلش حتى لو كان أوزعة و بكرش ....ولكن الست الحاجة مشغلة اسطوانة ياهناها ويا باختها اللي هتتجوزك ..ويعدوا ينفخوا فييه ..لحد لما يزيد فيها ...ويعدي عمره ...ويتخطى الثلاثين ثم الخمسة وثلاثين ويوصل للأربعين ...وتلاقي منحنى تنازلاته و اختباراته القاسية ومعاييره في اختيار فتاة أحلامه يهبط هبوط مفاجئ لحد لما يلمس أسفلت الشارع مع الزيادة الطردية في عامل السن

وأخرة المطاف...وبعد سنين طويلة ..تسمع إن فلان صاحبك أتجوز ...ياااه هو لسه ما تجوزش...وتشوفه في الشارع وتدور بسرعة "عالمانيكان" اللي متعلقة على ذراعه...فتتصدم و متلاقيش غير "فتكات" الغير مطابقة للمواصفات التي طالما وجع دماغنا بيها ...ولكن هذا دائماً هو حال البطران ....اخرته دايماً قطران
بقلم مهند فوده

الجمعة، 20 يناير 2012

......... : إلى من وقعت في يدي بالأمس رسالتها



وقعت بالأمس في يدي رسالتها ..

قرأتها مراراً ...ولم أستطع للوهلة الأولى فك شفرتـــــها ..

لقد حيرتني ...أربكتني ....

اختزلت سنوات فراقنا الطويلة ...فعــــادت لي .....كأن شيئاً  لم يبعدنـــا ..

إنها لم تصرح لي في أواخر السطور عن هويتها...

ظنت أني سأجهل مُرسلها...ونسيت هي ...إن عطرها مختوم على مظروفــها....

فطنت إليه انفي سريعــــاً ...فباح بسرهــــــا ... قبل أن تفض يدي رسالتهــــا ...و تغوص عيني بين سطورهــا...

إنها تريدني أن أعود إليهــــــــــا...

أن أضمد جروحي الباقيـــة...وأن أتناســــى دماء نزفت من طعناتهـــا...

أمــــــازلت أعشقهـــــــــا ؟؟!!...
كنت أظن  مغادرتي لها ... نهايــــة عالمي ...كنت أظن روحي ستفارقني حزنـــــاً على فراقــــها...

ولكن الزمـــــــان ما لبث أن خفف ألامي ....وأعاد البسمة الضالــــــة إلى شفاهي ...

صدقتـــه أنها لم تكن سوى جزيرة ...رسوت عليهـــا يوماً ...وأبحرت بسفني أبحث عن غيرهـــــــا..

أتذكــــــــــر ...أنني قبلهــا كنت هائماً في قلب اليم ..تحاربني أمواجه ....وتقلبني عواصفــــه....فكيف لي أن لا أتشبث بشاطئهـــــــــا....

سلكت قدمي دروبهــــــــــــا ...وفي عمق آبارها غاصت يدي حتى وصلت لقرارهـــــا ...

ظننت نفسي طويتهـــــــا في قبضتـــي ...وان مفاتيحــــــــــها صارت بين أصابعــــــي ...

كنت أُمني نفسي بها وطنــــا دائماً ....أشيد فيه مملكتــــــــي.....وأرفع على قمتهـــــــــا أحلام يقظتـــــــي....

ولكنني كنت واهمــــــاً....فسرعان ما لفظتني أرضهــــــــــا...

تمنعت بجودهــــــــا عليَ...

فثأرت لكرامتي ....وعزمت على تركــــــها...

كيف لي أن أعود إليــــــــــها ..بعد أن هزمتني ...

أحقاً هزمتنـــــــي ..؟؟!!!
ربما كان ظني خاطئـــاً ..وإني كنت لهــــــا ظالمــــــا..

ربما تخليها عني .......كان رغمــــــا عنها ...

ربما أنـــا الذي أخطأت موعدي معهــــــا ...فكانت تلك سنوات عجافها ... 

نعم .....اعترفـــــــــــ........

اننـــــــــي لا زلت أعشقهـــــــــا ...ان عيني لم تر لوحة أبدع فنــــــــــــان برسم مثيلتهـــــــا..

لذا سأصفح عنهـــــــــــا...........

سأبعث لهـــــــــــا برسالة أعلن موافقتي الإبـــحار إليهـــا....

 سأشد رحال سفنــــــــي وأعود إليهـــــــــــا..

وسأذكر لها في رسالتـــــــــي ...انه لن تطأ قدمي أرضهــــا..

قبل أن تقدم لــــــــي حريتـــــــــها قربانــــــــاً..

قبل أن تنصبني عليهــــــا ملكــــــــــاً وعلى أسطولها رُبانـــــــاً..

قبل أن تقسم لولائــــــــــــــي ...وأن لا تشـــــــــرك بي شيئاً ...

قبل أن تصغي منها أذناي لمعزوفتي التي طالــــما عزفتها على شواطئهــــا ...وكنت أتوق يومــاً إلى سماع صداهـــــا...

وعاهدتـــــــــها ..........
أنني سأعيد بناء حصونها المحطمة وأرمم قلاعـهـــا....لتصير شديدة البأس.. ومنيعة على أعدائهــــــــا ...
 وسيرد مدحوراً كل من يجرؤ على اقتحام أسوارها ....

وسيعض أصابعــــه ندماً ...
كل من حـــــــــــــاول أن يقترب منها....وأنــــــا عن مُلكـَـــــــــــها غائبا ...
.

سأضع رسالتـــــــــــي لها في قارورة وأحكم إغلاقــــــــــها ...

وسأترك أمواج اليم  تقذفها ....

فلو أراد لنــــــــــا القدر سَطرَ صفحة جديدة في قصتنا .... حتماً سيبعث بهـــــــــــا إليها ..

فترسو في نهاية رحلتهــــــــا على شاطئها ...في حضن رمـــــالها....

مثلما سبقتهـــا انـــــا ذات يوم ...و رسوت بسفنــــــي عليهـــا..

بقلم مهـــند فوده





الثلاثاء، 17 يناير 2012

إنها حفلة تنكرية صاخبـــــة !!!!




لم يكن بيدي رفض دعوة حضورها ....لقد كانت حفلة تنكرية صاخبة....
تتداخل بداخلها أصوات الضحكات المستهترة ....نبرات الرياء العالية ...
وهمسات النفاق الخافتة...حتى إنك لتستمع إلى صرخات البكاء المكتوم على استحياء في بعض جوانبها....
.
جميعهم يرتدون على وجوههم أقنعة جميلة براقة ....
ويرتدون فوق أجسادهم ملابس زاهية وفضفاضة ...
جميعهم يتسابقون في إخفاء حقائقهم العارية ...
 إنهم يبدلونها خلسة بين لحظة وأخرى...
 إيقاع رقصاتهم البهلوانية غريبة ولا أجيدها ....
حتى ألحان أحاديثهم ناعمة.. لم تطرب أذناي لسماعها....
حاولت أن أتبين معادنهم ....
وأن انصهر بداخل حلقاتهم...
 وأطوع جسدي ليجاري إيقاع رقصاتهم ....
وأدرب لساني على عزف ألحانهم ..
.
.
.
ولكن خذلتني قدماي ونشز لساني...
وسقطت تحت أقدامهم ...
تدهسني ضحكاتهم الساخرة...
يطل الازدراء من عيونهم خلف الأقنعة فيقتلني ...
إنهم لا يروني سوى عارياً ضل طريقه إلى حفلتهم التنكرية ...
حاولت أن ابحث عن قناع أستر به حُمرة خجلي....وعن رداء أزيف به فطرتي
 .فكانت كل الأقنعة  تكشفني ولا تسترني ....و كل الأردية شفافة تفضح نقائي وطيب سريرتي...
.
 فشلت
.
وبقيت كما أنا...إنسان عارياً....قررت أن اتركها لهم وأرحل...قبل أن يلفظوني..

وارشدتني إلى حبيبتي ...ثمرة تفاح ...



لم أكن أعلم أننا تشاركنا في الصيف الماضي تفاحتين نبتوا من ذات الشجرة ...
لقد كانتا رفيقتان نمتا معاً على ذات الفرع ..قطفتهما الأيادي...وفرقتهما ...ذهبت واحدة إليَ....وذهبت رفيقتها إليها ...
التهمت جزء منها غير عابئ...ثم توقفت فجأة ..أستمع إلى ذلك الأنين القادم من بين أليافها.....أصغيت إليه أذني باهتمام و فسرته ...انه أنين الشوق إلى رفيقتها ....
رفقت لحالها....
حملتها بين يدي ودرت أبحث لها عنها ...
تتبعت أناتها...
إنها تتزايد كلما اقتربت منها ...
 فأرشدتني بنجاح وعثرت عليها...
وكافئني القدر ...لأجد رفيقتها بين شفتي حبيبتي التي طالما بحثت عنها ...
أخطفتها برفق منهما وأعدتها لرفيقتها ....
وأسرعت شفتاي إلى شفتيها تراضيهما...و ترتشف منهما بمقدار حبي واشتياقي ....بمقدار طول بعدي و حرارة انتظاري...
لم تقاومني حبيبتي ....فلقد نظرت  إلى عيناي وعرفتني...استسلمت لي في لحظات مرت سريعاً ... ثم أخبأت وجهها خجلاً في أحضاني ......
.
من وقتها لم نتفارق لحظة ...
.
زرعنا حول بيتنا أزواجاً من شجر التفاح ....
.
تعاهدنا على ألا نُفرق أبداً من نبتا على ذات الفرع ...حتى لا يطول البعد بين قلبين مازالا حيارى و لم يلتقيا...
.
وأصبحنا نهدي لكل عشيقين من ثمر التفاح أزواجاً ... حتى لا يكتب لهما فراقاُ بعد أن التقيا...    


لا تحزن يا قلـبــــــــــــــــي .....


لا تحزن يا قلبي...
.
سيأتي يوماً من يُقدر نبضاتك ...
من يقدر دفء مشاعرك ورقة إحساسك ..
من يحملك طفلاً بين أحضانه...
من يقدرك ويضعك جوهرة بين عينيه..
.
و سيأتي يوماً ...
سيندم فيه ...كل من لم يأبهوا بدقاتك ..
من لم يصغوا جيداُ لندائك...
من باعوك بخساً واشتروا بثمنك قلوباً زائفة ...
.
أمنع دموعك  فلا تبكِ من آلامهم ..
إنها غالية لا تساوي قطرتها قدر معادنهم ....
وامض في طريقك سائراً...غير عابئ بأفعالهم ..
وابق نقياً كما أنت لا يلوثك لون أحقادهم...
فكل القلوب السوداء مريضة... ومصيرها حتماً إلى زوال ...
ولن يبقى على ظهرها وينجو ...سوى قلوب ظلت.... وستبقى...دوماً بيضاء.......