الجمعة، 28 ديسمبر 2012

كيف تصبحين امرأة غبية لا تقاوم ..!!!



تؤكد ماري فورليو الكاتبة الأمريكية في مقدمة كتابها الأكثر مبيعاً في الولايات المتحدة " كيف تجعلين كل رجل يريدك – وتصبحين غير قابلة للمقاومة " ضرورة أن تؤمن النساء بحقيقة " أن المرأة الجذابة ليست المرأة الجميلة ولكنها المرأة الذكية " .....وتسرد الكاتبة في فصول كتابها نصائح  تُسديها لنساء العالم عن كيفية إقناع الرجل أمامها أنها امرأة ذكية ..

ونست العزيزة ماري أن تستثنى النساء العربيات من تلك النصائح التي لا تُسدي نفعاً مع  الرجل العربي ..وربما كان ضرورياً أن تطبع على غُلاف كِتابها جُملة "غير مخصص للنساء العربيات" ..فلربما إن قرأته فتاة عربية واستجابة لنصائح ماري وتزينت بذكائها فقط لبقيت فتاة "عانس" يعزف الشباب عن الاقتراب منها ..

فالرجل العربي بصفة عامة لا يفضل أن يرتبط بامرأة ذكية تكون له نِدّاّ بــ نداً .. لان ذكائها  ذاك سيضطره إلى بذل مجهود أكبر لصُنع حِجج أكثر دقة وحيل أكثر حبكة كي لا تنطلي عليها أكاذيبه بسهولة ...إنه لا يفضلها لأنها "امرأة"  تُرهقة .. ينام بجوارها ويخشاها ..فلربما بقليل من التركيز منها .. يمكنها أن تقرأ ما يدور برأسه ..و تكشف مبكراً عن علاقات نسائية مازالت في مهدها ..ولربما أقبلت تطعنه بسكين قبل أن يشرع في الإقدام على مخططات خيانته الجديدة ..

فالمرأة الجذابة من منظور الرجل الشرقي لها مفهوم مختلف  ..إنها المرأة الجميلة في المقام الأول ..جميلة الوجه و فاتنة الجسد .." مُزة " بالمفهوم العامي ..وفي المقام الرابع أو الخامس يأتي ذكائها الذي يستحب أن يكون متوسط الدرجة.. ويا حبذا لو كانت غبية أو على الأقل تتظاهر أمامه بالغباء ..

وقد تغضب الكثيرات من ذلك المفهوم للمرأة الجذابة ويتهمنه بالابتذال .. و أنه يختزل شخص المرأة في جسدها .. ولكني على يقين أنهن على علم بتلك النظرة الذكورية لهن بفطرتهن الشرقية ..بل يتوارثن كيفية التعامل مع ابتذال عقل الرجل الشرقي من جداتهن الشرقيات... فتجد "معظم " الفتيات يتبارين في إبراز مفاتن أجسادهن ..رغم أنها لا تمت بأي صلة لا من قريب أو بعيد بمقاييس الوزن المثالي المعروفة عالمياً ...ويتفنن في إظهار زينتهن المستعارة  والتي تبتعد كثيراً عن البساطة وتتبع مبدأ المبالغة الفجة في كل شيء ...بداية من إصرارها على تحويل بشرتها القمحية لبيضاء...وتحويل عينيها البنية لزرقاء ...والاستعانة بألوان قوس قزح في وجهها فــ لون واحد فقط لا يكفي ولا فرق بين ما يصلح لليل وما يناسب النهار ...

فعندما قدمت ماري نصائحها للنساء كانت تظن أن كلهن كـ نساء بلدها ..وأن رجال العالم ما هم سوى نموذج مُكرر من الرجل الغربي والتي درست ماري احتياجاته جيداً ..فشوارع مُدنهم تمتلئ بالجميلات ...وفاتنات الجسد متاحات لهم دون زواج ودون قيود يفرضها الدين والمجتمع ..فإن قرر الرجل الغربي (المتحضر من وجهة نظر العربيات)  البحث عن زوجة فهو يكون في بحثه أكثر نضجاً عن مثيله العربي الباحث عن الزوجة بمنظور جنسي بحت .. فالأول يبحث عن امرأة بمؤهلات عقل وروح تسكن جسد أنثى.. والثاني يبحث عن الأنثى ذات الجسد الفتان الذي يصلح للفراش والغبية التي لا تكشف أكاذيبه وتحبط نزواته النسائية ...ولا يعبأ إن عاق غبائها صلاحيتها لأن تكون شريكة حياة أبدية له أو أماً لأولاده ..فتلك المميزات الشكلية التي يبحث عنها غالباً ما تكون محدود الصلاحية من عشرة - لخمسة عشر عاماَ ...حتى إذا خفُت الجمال وامتلئ الجسد الفتَّان من توابع الحمل وولادة أبنائه...بحث الرجل العربي عن امرأة  أخرى أصبا وأجمل من الأولى لتكون "هي"  له نزوة أخر العمر ..حتى لو كان معها "رجلاً فقط " بجرعة منشطات.. وكانت له صلاحية عُمر محدودة تنتهي بجرعة زائدة  سهواً منه أو خطأ منها... 

لذلك انصح الكاتبة ماري ..أن تدرُس الرجل العربي جيداً ..فلربما ان استفاضت في دراسته قررت جمع نسخ كتابها ذاك من الأسواق ..لتضيف في نسخة معدلة منه باباً مخصصاً للنساء العربيات .. أو تقرر إفراد كتاب جديد لهن يكون عنوانه " كيف تصبحين امرأة غبية لا تقاوم ..!!!" ........................مهنــد فوده

تنويه هام : ليس كل رجل عربي يفكر بنفس المنظور السابق ...و مازال يوجد الكثير من النساء العربيات اللاتي يعتززن بذكائهن ويرفضن أن يكن جسد دون عقل ...

الأحد، 2 ديسمبر 2012

حبيبتي التي لا تعلم ..!!!!


 
إلى حبيبتي التي لا تعلم بي :

 كنا وسنكون وسنحيا معاً ....شئنا أم ابينا سيجمعنا القدر ...علك قريبـــة مني ....و لو بعيدة و تفصلنـــا بلاد وبحور ...ولو تحالفت علينــا هضاب مستوية وجبال عالية ومنحدرة ...ولو اعترض وِصالنــا لهجات عديدة ولغات نجهل ابجديتهــا ...
 .
 معاً ســ (نكون) ...فصدقيني ..
 دون ان أمتطي جوادي ...
 دون أن أبحر إليكِ بشراعي ...
 دون أن أطير على متن سحابة تحملني إلى حيث تكوني ...

 سـ ( نكون)..
 في يوم تَطوُي الأرض ألاف الأميال لأجلنــا ....في يوم سنرسم فيه وحدنــا خريطة جديدة لعالم نشكل قاراته وبحوره كيفما نشاء ونرى ...

 سـ ( نكون) ..
 حينما تشير عقارب الساعة إلى ميعاد لا نعلمه نحن .. ولكن حتماً تدخره لنا الأقدار لتسعد به قلوبنـــا ....

 وحتى اللحظة التي تتحول فيها (كنــا) ...لـ كائناً واحداً .... سأظل في انتظارك (حبيبتي التي لا تعلم) وانتظارهــا ..................مهنــــد فوده

احببتك حب الأمس و استهلكت معكِ حب القادم ..




لم أحبُهــا لاني مازلت على حبـــك ..

لم اراهــا لان عيني مازالت تراكِ ...

لم احفظ اسمها لان حروف اسمك مازالت تتردد علي لساني ...

لم ابتسم لها ..فالابتسامات لم تخلق لسواكِ ...

لم تشعر بي بجوارها لانني حقاً لم أكن يومــاً معها ...

ظلمت نفسي حينما تحديتها ...حينما قررت أن انساكِ ..ولكن النسيان لم يكن ابداً زر نضغط عليه حينما يريد ...فالعقل يريد ..والقلب يهوى وانا مع قلبي لا عقل لي ولا حيلة ...

احببتك حب الأمس و استهلكت معكِ حب القادم ...فنفذ قدري من الحب معكِ ولم يبقى شيئاً لسواكِ ...

ظلمتها رغم انها لم تجني شيئاً غير انها أحبتني ...وعدتها انني سأكون لها ولكن قلبي لم يكن ضمن مشتملات عهدي...وعدتها بــ"نفسي"  بــ" شخصي"  وانا كلي قلب يتنفس ...فنقضت عهدي الأول قبل بدء حكايتنا ...

كنت ابحث في عينيها عن صورة لكِ ...كنت ابحث في ملامحها عن شئ مشترك لها معكِ يذكرني دوماً بكِ رغم انني للحظة لم انساكِ...وحين لم أجد تركتها املاً في إيجاد نسخة اخرى منكِ ...أو يترأف بي القدر و يعيد لي الأصل فيرحم أخريات ليس لهم ذنب سوى انني مازلت أحبك ......حبيبتي ................مهنــد فوده

الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

و خُلق الانتظار من أجل امرأة واحدة ...


(قصة قصيرة مبنية على أحداث حقيقية )..

لم يُخلق "الانتظار " لأي امراة في الكون مثلما خُلق لها ...لربما يسميه البعض حُباً و ربما يطلق عليه البعض الآخر " جنوناً  " ... وتناسوا جميعهم أن  الحب ما هو إلا "مرض" وأن "الجنون " ليس سوى عرضاً من بين أعراض الحب العديدة ...

إنها امرأة أربعينية تنتمي لطبقة فوق متوسطة ..كأنني على ميعاد يومي غير مُسبق مع عيناها  ..أقُابِلها في طريق عودتي لمنزلي في ذات المكان مهما تأخرت أو تقدمت ساعة رجوعي ...امرأة واقفة بشموخ جذوع الأشجار المصفوفــة بجانبها ..ملامحها ذابلة كأوراقها ..لربما كان ذلك أثر فصل الخريف على كليهما ..

صارت "هي" جزءاً من معالم المكان ..كأعمدة الإنارة ومقاعد الجلوس التي يجلس عليها أُناس مختلفة تتبدل وجوهم كل ساعة... إلا هي ..فعقارب الساعة لا تُزحزِحُها ...وإرهاق الوقفة لا يضنيها .. فتظل في ذات المكان ...ثابتة على ذات البلاطـــة ...كأنها دُقت في الأرض بمسامير ...لربما تظُنها تمثال من الشمع ..لولا انها تُحرك رأسها يمينا ويساراً بين الحينة والأخرى عندما تفيق من شرود يأخذها أبعد من مكان وقوفها بكثير .. ستجدها تجول بنظرها تفتش في وجوه المارة ..باحثة في ملامحهم ..عن ملامح بعينيها ..

فمن المؤكد إن مررت بجانبها ستصيبك نظراتها كبقية الناس ..وإن رأتك ثانية ستطيل النظر في عينيك وكأنها تقول لك " مازلت أتذكرك .. فلقد مررت من هنا بالأمس ".....في عينيها حكايا شتي وأسرار مدفونة ...كُتبت بلغة غير معلومة ..يبدو انها لغة قديمة اندثرت كما اندثرت قيم كثيرة توارثناها من أجدادنا ولكننا أضعناها ككل شئ جميل بمرور الزمن .. بـ ودك أن تأتي لها بساحر يفك طلاسم عيناها ويخبرك عن فحواها ...
ورغم أنها امرأة غريبة الأطوار , إلا أنني عزيت وقوفها في ذلك المكان أنها لربما تعمل بالمنشأة الشامخة بخلفُها ...خاصة أن عودتي غالباً ما تكون في وقت خروج موظفيها ..ويظلوا على الرصيف هكذا مزروعين لساعات حتى تَحِن عليهم مركبة تحملهم إلى منازلهم ...هي معاناة كل يوم ولابد انها مِثلهم تعاني وتنتظر ..

حتى كان يوم العطلة الرسمية ...كانت الشوارع شاغرة إلا منها ...في ذات المكان تقف ذات المرأة ..لا يتبدل منها سوى ألوان ملابسها ..ولكن عيناها الكبيرتان لا تتبدلان وهما تبعثان بنظراتهما للعالم بإشارات تساؤل ...لعل في لحظة ما أحد يُجيبها ...

عزِمت في ذلك اليوم ان أقترب منها ...ان اُجيب مساعدة لم تطلُبها مني ...أن استفسر عما تُعاني ...أن أُعالج شئ ما تشكو منه رغم انني لست بطيبب ...حاولت أن ابعث الاطمئنان في نفسها المُرتعبة من شخص غريب يُقدم خدماته لامرأة لا يعرفها ...كانت نظرات الهلع والخوف تًخبرني بما يدور بداخلها تجاهي...تدعوني أن أشفق على حالها ..ان لا أتحالف أنا وأحزانها (التي تجترها) عليها ...
قررت سريعاً أن أدعها وشأنها ...وان انسحب بهدوء لعل السكينة تعود إلى نفسها الجزِِِعة مني...سألت عنها أفراد أمن المنشأة التي تقف أمامها ...قالوا لي أنها تأتي هنا كل يوم منذ ثمانية شهور من الساعة الثامنة صباحاً حتى الساعة الثامنة مساءاً...تنتظر زوجها الموظف بتلك المنشأة ...تنتظره لتسأله عن حقيقة الورقة المطوية بحقيبتها التي استلمتها من المُحضر منذ ثمانية شهور ..تسأله على أمل ان ينفي انه هو مُرسلِها ....
وإن لم يُنكِرها ..لا تريد منه سوى الإجابة على سؤالها الوحيد " لماذا" ؟؟؟..لماذا بعد تلك السنوات الطويلة " طَلقها " ؟؟ .. إن كان بها عيبٍ ستقسم له أنها ستغيره ...و إن كان بسبب عدم إنجابها سترجوه يسامحها عما ليس لها يد فيه ..ستطلب الغفران و ستختار له من يتزوجهــا ..ستقدم لها حريتها مهراً ..ستخدمُهما هما وأطفالهما الذين سينجبونهم دون تعب أو ملل ...على أن لا يتركها لسنواتها الباقية تفترسها وحيدة....

ومنذ ذلك اليوم الذي وصلت ليديها "تلك الورقة ".. لم يخرج زوجها السابق من ذلك المبنى أبدا ولن يخرج !!!...فلقد تقدم بطلب نقله لفرع آخر من فروع الشركة المنتشرة بأنحاء البلاد ...وانتقل للعيش هناك هو وزوجته الشابة وطفليهما....ومازالت السيدة لا تصدق أن زوجها ليس بالداخل ... مازالت تأتي كل صباح ..وتنتظر ..لعله يظهر ويجيب على سؤالها الوحيد "  لماذا ؟؟؟ " ...................... بقلم مهنـــد فوده

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

ما بين قَشــة شِرين وجسد روبـي ...!!!!





 لم يستطع عُمر ان يُحِب شرين ...وكيف يُحِب من كان يظن أنها صديقته ...كيف تتحول صديقته إلى حبيبة (في يوم وليلة) حتى لو أرادت هي ذلك ... إنها تعلم جيدا أن قلبه لم يكن ملكٌ له يوماً حتى يمنحها إياه فلقد سرقته حبيبته " روبي " منذ ان دق لها دقته الأولى ...من ذلك اليوم وعُمر يتنفس الحياة برئتين و قلب منزوع ...
 وخانته روبي مع صديقه الوحيد وتزوجته , لا لأنها لم تبادل عُمر ذات القدر من الحب ولكن حبها للمال طغى على حبها لعُمر , فوجدت غايتها في صديقه الغني , دهست على مشاعرهما بإطارات السيارة الفارهة وصنعت من الفيلا الفخمة قبر كبير لحبهما و ارتدت أطقم من الألماس ليغطي على ذاك الحزن الطافي على وجهها , ورغم لوعة عُمر وصدمته منهما إلا انه لم يكرهها ...ليس ضعفاً منه ولكن لان " القلب " الذي يحب ويكره لم يعد بين الضلوع موجوداً...
 .
 هرع لـ شرين يشكو إليها ... يخبأ رأسه بين ذراعيها ..يبحث في صديقته ...عن أمه الغائبة عن دنيا "ولدِها" بالزهايمر ..عن أخته التي لملمت جروحها وتركت وطنها بلا رجعة ...أرادها صديقـــة يبكي في معيتها بلا خجل ...يتقاسم معها همومه بلا إحساس بذنبِ الإثقال عليها بشكواه ... أرادها يداً تحنو عليه على ثقة أنها يد " أخته "...تنصحه وقلبها عليه دون أن يكون لها أهواء "نفسٍ" مغايرة ...وربما جاءها باحثاً بين شفتيها على مبررات تهون خيانة " روبي " حتى وان كانت هشة و لا يصدقها عقل بشري ...
 .
 لم تكن حاجة عُمر المُلِّحــة لعطاء شرين " المُنتظر " بلا مقابل ...فلطالما ساندها عُمر كلما احتاجت إليه دون أن تطلب وقبل أن تشير ...طالما تقاسم معها جروحها وبكى بدلاً منها دموعاً على آلامٍ تأن في جسدها و كان لها صدى في جسده ...هكذا كان يظن ..أن ذاك واجب الصديق تجاه الصديق ...وان العطايا بينهما لا يمكن أن تدخل في حسابات تجارية ..
 .
 كان ضائعاً ولم يجد غير شرين " قشة " يتشبث بها في بحر أسود من الخيانة ... فمدت له يدها مدعية أن القشة ستحملهما معاً .. وما لبث أن استقر فوقها حتى أخبرته أنها تحبه , دعته لحبها ووضعت صداقتهما على المحك ...فإما أن يقبل بها حبيبـــة ..وأما ينسى أن في حياته " صديقــة " ...
 حاول عُمر كثيراً ألا يخسرها ..فشرين لم تكن بالنسبة له " مجرد " صديقة سيعوض مكانها الشاغر في حياته بصديق جديد أو صديقة ..
 .
 من أجل شرين حاول أن يستدعي قلبه من حبيبته الخائنة ...أن يعيده بين ضلوعه لينبض له من جديد ومن ثَم يأمره بحب شرين ...ولكن قلبه أبى العودة لوطنه الأصلي ولم يبغي غير جسد روبي وطناً جديداً .. لقد ولفت أنسجت قلب عُمر على الجسد الجديد وصارت له أوردة مشتركة تشابكت مع أوردة قلب روبي ..
 لم يعد يعبأ قلب عُمر بأوامره فولائه لم يعد له منذ أن سرقته روبي وصارت تحيا بقلبين ...ولم يحظ عمر لا بقلبه من جسد روبي ...ولا بصديقته شرين التي أعادته لبحر الخيانة من جديد قفزاً من على قشتها ..
 .
 وهكذا كانت النهاية .....مابين قشة شرين وجسد روبي .....غَرِق عُمر .......................بقلم مهند فوده

الأربعاء، 7 نوفمبر 2012

2- لو كان الصالون رجلاً لقتلته ...!!



أخيراً عرفت لما الإصرار على وجود الصالون في قائمة " الجهاز " ؟؟!!!...
أدركت ليه وجوده في البيت أهم من غرفة النوم ويمكن السفرة اللي هنأكل عليها الثلاث وجبات ...تقريباً هو له نفس فائدة الصيني والنيش بكاساته المتحنطة اللي ما بتفتحش عليهم التابوت الزجاجي إلا بعد كام و عشرين سنة كما تقول نصوص البردي الفرعونية ...

ما هو الصالون ؟؟  هو قطعة غالية ...ما لهاش أي تلاتين لازمة ..ممنوع الاقتراب منها آو الجلوس عليها ... فست البيت تحيطها بكردون أمني مؤمن جيداً ...حتى أصحاب سيادتك ممنوع منعاً باتاً جلوسهم عليه !!! 
.
وجود الصالون في بيتك بيأمنلك جوازة لبنتك ؟؟؟!!! ...بنتك ايه ؟؟ ...هو انا أساسا لسه اتجوزت وخلفت عشان أجوز بنتي ...ولكن دا يا سيدي العرف ودي التقاليد المصرية ...حتى لو كان اللي معاك يجيب يا دوب الأساسيات في الشقة مش كماليات هتستخدمها بعد عشرين سنة ...لكن كله يهون أمام رضا حماتك ..اللي أكيد مش هيعجبها عدم وجود صالون " قيمة " قُدام قرايبها ونسايبها لما يجييوا يزوروا ويتفرجوا على بيت بنتها الحيلة ... وما تفكرش وماتحاولش بــ :  طب يا طنط نجيب بداله حاجة مفيدة ...طب دا إحنا ممكن نفكه باتنين انتريه " مودرن " نقعد عليهم ..لانك هتسمع زمجرة ابداً مش لطيفة ... شكلك كدا مش هتعمَّر معانا يا "عُمر " ..
.
الصالون ضروري عشان لما العريس يجي هو أهله بعد كام و عشرين سنة  نستقبلهم فيه ...نشيل الشمع الأحمر من على النيش ونطلع الكاسات وفناجين الشاي "اللي ماتت موديلاتهم من سنين " نضايف الناس بيهم ..وحتتين جاتوه في الطبق الصيني المعتق وشوكة فضة انطفت لمعتها من زمان ....
.
كل ده عشان العريس ياخد قاعدته ...ويتكلم في مواضيع عامة ..ويبص للبنت هو وأمه من فوق لتحت ...وأدي وش الضيف يا "عمو "....
.
اي أهانة يجلبها ذلك الصالون لبنت لسه في مُقتَبل عمرها ...لذلك قررت مبكراً جداً ما أكسرش بِنِفس بنتي ...وما أجبش صالون في بيتي ولا نيش نهائياً ...
.
بالنسبة لأبوها فكان أنصح منها ...تمرد على أفكار مجتمعه العقيمة في زَمانُه ..ورفض فكرة جواز الصالونات تماماً ....لم يذهب للفتيات في بيوتهن ويجلس في صالون أبوها المُدّهَب " كزبون " جاي هو أهله يعاينوا البضاعة و يطلع فيها القطط الفاطسة وهو حاطط رِجل على رِجل و يقول : ان شاء الله يكون لينا نصيب يا "عمي "...ويروح ما يرجعش تاني ...
.
كنت ناصح جداً ...قررت تكون المقابلات في أماكن عامة ...نجلس على أي حاجة إلا الصالون المُدّهَب ...وفي ذات مرة .. و في ميعاد مُسبق متفق عليه في النادي الاجتماعي...أخيراً  بنت عجبتني وكان فيه قبول متبادل ومن أول نظرة ...
وفجأة وإحنا بنهمس لبعض وبنفَّتح اي مواضيع للكلام في اللقاء الثاني ...قالت لي :  أنا بحب أوي استايل الصالونات دا " اللي احنا جالسين عليه " وعايزه منه في شقتنا !!  ...انتفضت من مكاني كمن لدغه عقرب وقلت لها ...ليه هو دا صالون ؟؟!!!....ضحكت وقالت ...ااه ..دا صالون بس مش " لويس "...
قلت لها مغادراً  : فلتذهبي للجحيم انتِ و لويس وصالوناته ........................بقلم مهنــد فوده


الخميس، 1 نوفمبر 2012

1- معاناة الرجل العانس ...!!!



لم يعد لفظ " العانس" مقصوراً  فقط على الفتيات اللاتي لم تحظين بالزواج ...فنحن بطبيعة الحال شركاء في المجتمع ..وكان طبيعياً أن نشارككم هذا التعبير ...تقولون أن الرجل الأعزب لا " يعنس " لأنه قادر على الزواج في أي وقت ...ولكن يا عزيزاتي الموضوع ليس بــ"القدرة " ...فالمجتمع كما لا يترك الفتاة التي تجاوزت سن الزواج في حالها ...لا يترك الرجل الأعزب في حاله ... كلما اقترب من الثلاثين هو ذات السؤال ...كلما اقترب من الخمسة وثلاثون تكرر السؤال "برخامة " ...واذا تجاوز الأربعين لن تسمع السؤال ...فأنت ستقرؤه في عيون كل من تقابله بنظرة هي مزيج من الاستغراب والاندهاش وممكن الريبة والشك فيك أحيانا كثيرة ....
.
و إذا رزقك الله بعمل في مدينة أخرى ...وأردت كأي " كائن بشري " استئجار شقة مفروشة ...هـتتسأل ميت سؤال عن مراتك وعيالك ؟؟...ولما يعرفوا انك مش متزوج "إحنا عمارة محترمة يا استاذ" !! ....هو حد قالكم إني جاي عشان أخليها مش محترمة ؟؟!! ... ولكن هو دايماً كدا العازب سمعته مش ولابد ...حتى صحابك زملاء الكفاح وسنوات العزوبية الطويلة ...تلاقي الواحد من دوول أول ما يتزوج يتنفش ريشه تقولش "طاووس بلدي "...وتلاقيه بعد  شهرين زواج وحتى قبل ما كرشه يبان ... يهمس في ودانك ويسألك باستهجان هو  أنت صحيح ليه ما بتتجوزش ؟؟ ويضحك ويضحك ويقولك : لو عاوز دكتور قولي وانا أدلك ...وتسمع ضحكته الشريرة نياهاهاهاهااها ...خلاص بقى ربنا كرمه وبقى منهم ...ويمكن المدام الجديدة قالتله سيبك منهم عشان دوول " عزاب  وحشين " وهيفسدوا أخلاقك " وهو اصلاً  أخلاقه تفسد بلد بحالها " ...
.
اما والدتك الحاجة فجايبالك اتنين كل يوم ...واحدة ملونة والتانية ابيض واسود ...واحدة دكتورة والتانية بنت عيلة ....ليها حق برضه عايزة تفرح بيك " ده ظاهرياً " ولكن الحقيقة الناس كلوا وشها كل لما يشوفوها أو يسمعوا صوتها في التلفون بالسؤال اياه بعد "ازيك يا حببتشي و يا عنيا ؟؟" ... " هاااا ؟؟ مافيش عروسة لابنك ترتان " ؟؟؟ ....وكل واحدة تتطوع اللي جايبة جارتها واللي جايبة بنت صاحبتها  الوحشة ...وهي عينيها عليك " انت"  لبنتها  اللي زي حالاتك ....
.
حتى الحاج الوالد رغم انه هيبة ومنظر ...ما ترَحمش من أسئلة أصحابه السخيفة !!!...انت مابتجوزهوش ليه ياحاج ؟؟ هااااا ؟؟؟ ...وكأن اللي في البيت دا " قط " في قفص ...وعدا عليه كذا موسم تزاوج بدون ما يجيبوله قطة " انثى " ...عشان يتهد شوية ويبطل مواااااء  ويملا البيت دستة عيال ....!!! وغالباً الراجل اللي بيسأل هذا السؤال يا أما عياله صغيرين ونسى امتى سيادته اتزوج !!! ...يا اما ولاده اتجوزوا خلاص ... و الزهايمر نساه برده امتى وازاي ولاده اتزوجوا ..!!!؟؟
.
مع المجتمع ...هتحس انك في الضياع ...ان الزواج مهمة بيولوجية مش اكتر ...مالكش الحق في انتظار شريك يناسبك "تأخر قدومه قليلاً" ...شريك للحياة زي ما انت بتحلم و عايز تكمل معاه حياتك .. هتسمع كتييير : مش مهم الحب ...مش مهم التوافق العقلي ... كل دي أمور ثانوية هتيجي هتيجي بعد الزواج ...و مش مهم الشكل كله بعد سنة زواج "واااااحد" يا معلم .......وعلى رأي واحد صحبي ماتعرفوش ...اتزوج عشان تخلف ...و بعدين دور براحتك بقى على اللي تحبها وتدلعك وتستوعب تفكيرك !!!
.
الحقيقة إن البطالة والأمور المادية لم تعد هي العائق الرئيسي والوحيد لأزمة تأخر سن الزواج للجنسين ...فهناك شبح الطلاق والفشل الذي يهدد كل زيجة جديدة ...فكم فرح شيك ولا مش شيك حضرته ..وتقول ماشاء الله " أد ايه دوول عصافير كناريا لايقين على بعض "...وبعد كذا شهر تسمع انهم انفصلوا !!! ...لاحول ولا قوة إلا بالله ...طب ليييه ؟؟؟؟ ...اللي يقولك عشان مش متحملين مسؤولية ...اصل ما اتفقوش مع بعض ...اصله ما حبهاش !!! ...اصل أمه أو امها صعبة ...أصلها بتشتغل ..فزوجها مش فارق معاها ...فحتى الحاح المجتمع لهما لــلزواج ....لم يضمن لهما نجاح تلك الزيجة ....وتعود "المدام" لبيت أبوها شبكتها في ايديها ...مؤخر صداقها في الدفتر ...وعفشها في الشقة اللي تحت ...والعيل في بطنها...وانتقل كل منهما خلال كام شهر من خانة " العانس " لخانة "المطلق " ...وتلك الخانة  في مجتمعنا أسوء وأضل سبيلا .....ويُفتَح باب جديد للرؤية والنفقة والحضانة وحرب سيشعلها الوليد الجديد مع خروجه لدنيا ابوه وامه المتناحرين...
.
ارجوكم ..ارفعوا ايديكم عنا وارحمونــا ...اطلقوا علينا ما تشاءم من تعبيرات ...ولكن دون ان تصل لمسامعنا ...دون ان تجرح مشاعرنا ...حتى دعواتكم لنا نريدها في صمت .. تذكر نفسك قبل الزواج كم كنت " عاديا " مثلنا ....لا تسألونا متى الزواج ؟؟ ولسه مافيش عروسة ؟؟؟ .. لأننا لا نعلم الغيب ونؤمن بالقدر والنصيب ...لا تسألونا و نعدكم لما نعرف هنبلغكـم أكيد أخبارنا ....لتفرحوا معنا وبنا....عقبالنا وعقبالكم وعقبال ولادكم ............................مهنـــد فوده

السبت، 27 أكتوبر 2012

رحلة عشق في جندول الموناليزا..




النوم راحـــة ..هكذا يظن بعض الناس أن النوم راحة لهم من التفكير ..هروب لمن أضناه النهار وقسى عليه الليل ....أما النوم بالنسبة لي ....فرحلة تأخذني إلى حيث تقيم ....تنقلني إليك دون أسلاك هاتف تسمعني صوتك لدقائق......دون إشارات بث وأجهزة استقبال تكاد تريني طيفاً مموج من ملامح صورتك التي يحفظها قلبي أكثر من عيناي....

في نومي أعد العدة لسفري ...أرتدي ما يحلو لك أن تراني به ...أتعطر بعطر الياسمين الذي أهدتيني إياه ... أسافر إليك كل يوم عبر الزمن ...دون حقائب ...دون تذاكر طيران ودون حاجة مسبقة لحجز مقاعد ....


إليك أسافر .. لأتحسس وجهك بأناملي ..لأمحو عنه شقاء غيابي  ...ليحتويني ذراعك وأنام على صدرك ..لأخفي وجهي في أحضانك ....لأسمع دقات قلبك بأذني تهمس بين دقة ودقة بحبي......
لتأخذني بيديك وتحملني على جندول يطوف بي مخترقاً الممرات المائية للمدينة ذات الشرفات الوردية ...
أزهار وورود تدنو من يدي كلما مددت أصابعي نحوها..وطيور تحوم فوق رؤوسنا ترحب بي بلغة لا أفهمها ...أبلغتهم بقدومي فخرجت المدينة تحتفل بي عن بكرة أبيها كما سبق واحتفت روما بجدتي ....هكذا تردد على مسامعي طوال ساعات زيارتي وانت تحيطني بذراع و أطل برأسي لأمتع عيني بروعة معالمها من فوق ذراعك الثاني ..


لم نكن وحدنــا في الجندول الذي يشق طرق المدينة البحرية ..فيرافقنا عازف كمان بُندقي ..يعزف ألحاناً لها مزيج أوروبي وشرق أوسطي ..أخبرتّني أنني ألهمه للتو سيمفونية عاشرة تٌعزف على آلة الكمان وحده ينافس بها سيفمونيات بتهوفن التسع ...
وفي مواجهتي يجلس رسام إيطالي يرتدي زي تراثي وتعلو رأسه قبعة تزينها ريشة طير بحري , بدا لي شارداً وهو ينقل عينيه بيني وبين لوحة يرسمها ولا يعبئ بعدم ثبات القلم بين يديــه ...رجوتك أن تسأله عما يرسم ؟؟ ...انتبه لسؤالك أخيراً بعد تكراره مرتين .. وأجاب انه يشرع في رسم لوحة لي سيطلق عليها "موناليزا الشرق"...أقسم لك أني " ملهمــة" لأي فنان  وأنه  لو رآني دافنشي لمزق  موناليزه  في الحال... ابتسمت عيناي لك بامتنان دون أن تدع للساني فرصة "ثواني" ليشكرك ..فأنت رجل استثمار الفرص التي لا تضيعها خاصة وأنا معك و بين يديك ..

أِلتّقطت معي صوراً تذكارية ...أخبرتني أنك تريد لمدينة العشاق ألا تنسى أجمل عاشقة مصرية ....أخبرتني أنك ستخلدني .. ستطبع صوري وتوزعها في الصباح مع كل جريدة .. ستنحتها على كل جندول أبحر بي في أغوار المدينة العتيقة ..ستحتفظ بأصل موناليزا الرسام ..وستُهدي نسخ منها لمحال التحف ومحال التذكار والهدايا ......

سعادة لا توصف تلك التي منحتني إياها تلك الليلة ...مثل ألف ليلة وليلة سبقتها ...وانتهت ليلتي معك بعناق طويل ...ليس وداعاً بقدر ما هو اشتياق مسبق لساعات ستبعدنا حتى آتيك الليلة الأخرى ....
وجدتني استيقظ على عطرك القوي الممزوج بياسميني يفوح من ملابسي ومداعباً أنفي ....مبتسمة من مذاق قهوة الاسبرسو المميز العالق بلساني وشفتاي ..قبّلت صورتك الموجودة بجوار مخدعي كعادتي كل صباح .. وأعُد الساعات الباقية لرحلة النوم التالي ككل مساء .................................مهنــد فوده

الاثنين، 15 أكتوبر 2012

بين السمـــاء والأرض ...سنلتقي ...!!!!





مازل البحث عن قلبك جاريــاً.....أتحسس وجوده نابضاً في حياتي ..... ربما يكون قريباً مني ولا تسمعه اذناي ...
وربما بعيدا عني ولم يأذن القدر بعد لقلبي برؤياه....
ربما مر بجانبي يوماً ما ولم انتبه لدقاته ....
ربما جمعتنا في الشتاء ذات الغيمة....وأسقطت قطرات دموعها حزناً على وجنتينا ....
ربما جمعتنا ذات مرة قضبان السكة الحديد ...انا في المقدمة وانتي تسبقيني بعربتين...
ربما لمست شفتاي ذلك الفنجان الذي لمس شفتاك في ذاك المقهى ....وأذبت شوقي إليك بذات الملعقة في فنجاني مع قوالب السكر ..
ربما لمست يدي نقوداً زينتها بصمات أصابعك....وربما تنفست نسيماً دافئاَ دخل رئتيك وخرج بعد ان اختلط بأنفاسك العطرة...
.
ربما كان ذلك ...
وربما مازال يفصلني عنك أميال وأميال ...وربما كان البعد أكبر فمازال بيننـــا جبال عالية ومحيطات ممتدة ..
.
رغم هذا لا تحزني...فقد يكون لقائي معكِ غداً
...
حينما يوجه القدر قلبينا فيحركنا كعرائس ماريونيت في ذات الاتجاه ..

حينما تطوي الأرض المسافات ..فتصير الاف الأميال بيننا مجرد سنتيمترات...

وتصير المحيطات تحت قدمينــا مجرد قطرات نعدو عليها في ليلة شتاءا ممطرة..

حينما تسيرني قدمي إليك .....وتهبط بك درجات السلم ناحيتي ..وأقرر انا صعوده ...فنتلاقى في المنتصف ...بين السماء والأرض ..فتتوقف قدمي ولا تتحرك وتأسر عيناي بك فلا تتحرر ..فتتوقف عقارب الزمن احتراماً للحظتنـــا ...و تصلي من اجلنــا في خشوع قبل ان تعاود الدوران ..حينها سيقطع السكون صوت دقات قلبينــــــــا .. إنها دقــات غير معتادة على أذنينا ...لقد أصابنا كيوبيد بسهامه ...وأعلن اسمينا في كتاب الحب عشيق وعشيقة ....حينها سيتفجر ينبوع الحب من بين أضلاعنا ....فيغرقنا في بحر بلا قاع .....بلا ارض تثبت عليها قدمينا .....فلا نعلم انحن نعوم في البحر أم طيور تسبح في السماء .........................مهنـــد فوده

السبت، 18 أغسطس 2012

شراب العِنــــاب المُر ...


رمضان الجاري هو آخر تجمع لها مع أسرتها على مائدة رمضانية .... 
 .
 بهمس ترجو من مقعدها أن يتشبع منها فلن تجلس عليه العام القادم سوى "ضيفــة" ...و للمقعد الخالي بجوارها : لن تنتظر كثيرا فسيجلس عليك قريباً حب عمري وشريك حياتي ...
 .
 تبتسم وهي تتناول الطعام وتسرق النظرات بين اللحظة والأخرى لأفراد أسرتها ...ثم تغالب دموعها حزناً على بُعَدهــا ...تغدق عليهم بحنانهـــا حتى يتذكروهـــا إن خلى تجمعهم منها ... إن غابت عنهم خفة ظلها وروحها المرحــة ...
 .
 قررت أنها لن تساعد والدتها في أعمال البيت وطهو الطعام هذا الشهر أكثر من المعتاد ....إشفاق عليها وتخفيفاً عنها ...حتى لا يشق عليها كثيراً غياب ابنتها "البكرية" عنها رمضان القادم ...لأنها ستكون هناك في بيت زوجها الذي سيتوجها عليه ملكــة وسلطانة .....زوجها الذي سيقدر براعتها في الطهو ويشيد بمهارتها في إتقان مذاق الحلو وتنوع أصنافه .....................

 تفيق على أحلامها السعيدة على مذاق شراب العِناب المُر الذي صنعته لهم بيديها و نسيت إضافة السكر إليه ...
 لم تعر اهتماماً لسخرية أخواتها من صنعها ومن مذاقــه ... وأكملت شُربه على جرعة واحدة لكي تنسى....لتمحو من ذاكرتها " أنها ذاتها أمنية العام الماضي وثلاثة أعوام قبلها " ....

 أنها مازالت في بيت والدها "صاحبة بيت" ولم تصبح على مائدتهم "ضيفــة" .....

 ومازال المقعد الكائن بجوارها خالي كإصبعي البنصر في كلتا يديها....

 ومازالت تغالب دموعها على أمل أن تفتقدهــــا عائلتها العام القادم ... بداخلها بقايا أمل أن لا تخذلها الشهور القادمة ...وتتمكن من حلمها وتنجح في تحقيقـــه ..............................................مهنـــد فوده



لكعك عيد ..محشو بالحب ومعجون بالسعادة ..


إنها طريقة أبسط ما يكون ...اختاري فقط اليوم الذي يكون فيه مزاجك جيداً ...وان لم تكوني ابداً صاحبة مزاج جيد ...فنصيحة لك توجه إلى أقرب حلواني واشتري الكعك المعروض عنده ...فأنتِ وحظك في سعره... وأنتِ ونصيبك في طعمه ...

المزاج الجيد شرط أساسي في طريقتنـــا ...جهزي نفسك له ...و كوني مستعدة ..
 يجب أن تكونين قبل عمل الكعك في أكثر حالات أناقتكـ المنزليــة ...ترتدين مريلة مطبخ جديدة عليها " قلوب حمراء " أو " ورود قرنفلية ملونــة" ....وضرورة لمِ شعرك كله برابطــة شعر ..ولو كنت امرأة نادرة تتميز بشعر ناعم جداً ..لابد من ارتداء إيشارب حماية للكعك من شعيراتك الرقيقة المتساقطــة .....

 توجهي لمطبخك ...ومن المؤكد انه أكثر شيء مازلت تتذكرين مكانه ...

 جهزي ثلاث أكواب من الدقيق ...وانخليه ببطء وانتِ تُدَندِنين مايحلو لك من أغاني الشحرورة....
لا تتركِ أي شئ يعكر من صفوك " وانتِ تضعين على الدقيق ذرة من الملح " فيجب أن تؤمنين أن لكل حياة حلوهــا ومرهــا ...ومهمــا أذاقك زوجك العزيز من مرارة ...فهي في حياتك ضرورية كأهمية الملح في طعامك ..

 ضعي ملعقــة كبيرة من السمسم ونص ملعقة كبيرة من رائحــة الكعك ...واستحضري في تلك اللحظــة رائحتــه القوية في أنفك عندمــا كان يخرج على الصاج الساخن من فرن عم حامد وانتِ في الطابور تتنظريه بالساعات ...حينها كنتِ طفلة صغيرة بضفاير تسكنين ببيت والدك...

 يقدح السمن ويضاف إلى الدقيق ...ويخلط جيداً ...ضعي قليلاً من الحليب ...تأكدي أن الحليب جاموسي وليس بقري لكي تضمنين لوناً أبيض ناصع للعجين...وتأكدي أن الجاموســة تسهر ليلهــا على أنغام الموسيقى لتدر في الصباح لبناًً صحياً و مفيداً ...

 اعجني المخلوط حتى يصير عجينـــاً ...اتقني العجين ..لو لم يكن لديك القوة الكافية لذلك ..فلا مانع في تلك المرحلة ان تتذكري أي شخص أزعجك كلامــه ...أو زارك في بيتك ولم يعجبك طريقته معك أو نظراته ...تذكري كيف كنت تودي أن تأخذيه تحت يدكـ بدلاً من ذاك الخليط ...ولكن إياك ان تتذكري زوجكـ في تلك اللحظـــة مهما كان تاريخه الأسود معك ...فلربمـــا أفسدتِ كل مجهودك السابق في صنع الكعك ...
 بعد تسديد اللكمــات والضربات وتقليب العجين ....اخرجي من "مود" الشر...ارتاحي واطمئني انكـ قد نلت أخيراً حقك من كل أعدائك ...تنفسي نفس عميق ....واستعدي لمرحلة التكوير ...

إذا كان زوجك شخص لطيفاً متعاون معك , ويساعد من حين لأخر في الأعمال المنزليــة...دعيه يشاركك مرحلة التكوير ومراحل الحشو والنقاشة .. وان لم يكن كذلك ووقته مشغول ومتعذر لك دوماًُ بألف مليون حجة ...كوّرِي كل الكمية واحشيها ملبن أو عين جمل ثم انقشيهــا ..واتركِ له من 6- 8 قطع دون نقش ...يجب أن يقوم بنقشها إجباري ...هذا سيكون له دور كبير أن يتقبــل طعم الكعك اياَ كان مذاقــه ...خاصة ولو كان سيئاً لا قدر الله  باعتباره مشارك ايضــاً في جريمــة صنعه ...وبذلك تأمنين شر لسانه .. وتتجنبين توبيخه وسخريـــته التي لا تنتهي منك و من مذاقــه...

 كما في أغلب التجارب السابقة... سيرحب زوجك بأن ينقش كعكاته بنفسه مثلما كان يفعل صغيراً ...بل وربما سيحفظ لكِ ذلك الجميل إذ كان " نقش الكعك" أمنية كامنــة بداخله وهو صغير وحرمته منها والدته التي كانت توبخــه منها بدعوى انها "مش من اختصاصه وخاصة بالبنــات" ....

 ولكن إياكِ .. والسخرية من شكل الكعكة التي صنعها مهما كانت متعددة الاضلاع أو بيضاوية ...أو من النقشـــة التي ستظهر بهــا مهما كانت منكوشــة أو عجيبـة ...اخفي ضحكتك في قلبك ...وشجعيه واخبريه انها رائعــة و جميــلة ...ولو كانت معقولة فعلاً ...دعي له باقي الكميــة وراقبيه من بعيد... حان الوقت لأن تسترخي قليلاً وتستريحي ...

 أخيراً ...يوضع الكعك في الصاج ... ثم يخبز فى فرن متوسط الحرارة...ويترك حتى يبرد تماما ويرش عليه السكر البودرة الذي ستفركيه بيديك وتغطي به كل حبات الكعك وانتِ تترددين كل أمنيــات الحب والسعادة لكِ ولزوجك ولكل أحبائك الذين سيتذوقونه .....

وهنيئـــاً لك سيدتي " بكعك عيد ..محشو بالحب ومعجون بالسعادة " ...............بقلم  مهنــد فوده