الأربعاء، 28 ديسمبر 2011

إنها حبيبة صديقي .......!!!!





نعم .. لقد كانت حبيبة صديقي ...ولم يحالفهما الحظ وتتوج قصة حبهما بالزواج ....عند هذا الحد يبدوا الأمر عادياً ...ولكن الذي يبدو غير ذلك ....انني أحببتها ....اقسم انني لم أكن خائناً له وان قلبي وقتها لم يرها مطلقاً رغم ان عيني سبقت ورأتها معه مراراً... إنها حقاً جميلة ..بل آية في الجمال تمشي على الأرض...
بعد أن هجرت هي صديقي بوقت ليس بالقصير... شعرت بحبها... من نظرات عيناها الساحرتين لي ... من نبرة صوتها وضحكاتها ... ومن ايماءتها وحركة يديها .. فالمرأة ليست هي فقط القادرة على التقاط إشارات حب الرجال إليها من الوهلة الأولى ... فالرجال يستقبلون ايضاَ إشارات المرأة المحبة ولكن يتجاهلوها إذا كانت المرأة من النوع الذي لا يروق لهواهم ...كنت أشعر بخطواتها تقترب مني.. فسلمت لها بإرادتي كل مفاتيحي..بل تركت لها كل أبوابي مفتوحة على مصراعيها لتقتحمها .. ..واستغلت هي ذلك وعرفت بدهائها كيف تنفذ إلى صدري وتمد أصابعها لتمس أوتار قلبي ...فعزفت عليها سيمفونيات كاملة وأنا مسلوب الإرادة ..مسحورا بها ..خاضعا لتحكمها وملبياً لرغباتها...تركت نفسي أدور في دوامة أمواجها بلا أدنى مقاومة للسباحة ضد تياراتها القوية الجاذبة...كنت أغرق...أغرق ..ولكنني كنت أنتشي بلحظات الاحتضار التي تباغتني كلما قابلتها...

حين تغادرني و اتركها... يعود إلي رشدي ...ويعود تأنيب ضميري يشد لي أذني ...ويهمس لي مذكراً إنها حبيبة صديقي ..فأرد عليه بحدة : ولكنه تركها وأرتبط بغيرها ...فيرد ضميري مؤنباً : ولكنه لم ينسها , لقد أحبها واحترق بنارها ومسحت أنت دموع ألام فقدانه لها بمنديلك, وكنت مُصبراً له بالذم في مساوئها وأخبرته ان ذلك الفراق له خيراً كبيراً ,وان الله نجاه من مكائدها , أينجو صديقك وتقع أنت في حبائلها !!!....فأرد على ضميري بغضب : لا إنها ليست بذلك السوء ...وبغلاظة أنكره : وهو لم يكن صديقي المقرب بل كان مجرد معرفة ...
نعم ..لقد خدرت ضميري وكممت فاه حتى لا أستمع ابداً لتوبيخه ...وقررت المضي قدماً في علاقتي بها ..ورغم ان مفعولها كان قصيراً كنت أتلذذ بتلك اللحظات التي تنتابني كلما اختلست تلك الأوقات معها  ...

أما حبيبها السابق فلقد تعمدت الهروب منه .. تخلقت الحجج وأبتعدت... فبعد عني بجسده...ولكنه لم يغب أبدا وظل حاضراً, أراه دوماً في عينيها ...أشم رائحة عطره في أنفاسها ...أتذكر يده كلما لمست يديها ...أن مشاهد حبهما وهمساتهما لا تفارق مخيلتي ....عانيت كثيراً من ذلك الصراع النفسي وأكثر ...و لم أقرر تركها إلا عندما تجرعت من نفس الكأس الذي شرب منه صديقي وذقت مرارة مساوئها حنظلاً في حلقي ..تركتها بعد أن ماتت علاقتي بها والتي لم يجدي ابداً معها لا إنعاش ولا صدمات كهربية .. ماتت لأنها علاقة ولدت مبتسرة تعاني من عيباً خلقياً خطيراً ...الكل جزم بموتها إلا أباها ...وكيف له أن يشعر بدنو أجلها من تسبب في ولادتها سفاحاً ...

لقد علم صديقي بعلاقتي بحبيبته السابقة ..وشى له بسرها أصدقائنا المشتركون ...فقدته للأبد رغم نبله و إخلاصه لي ....بعت صداقتي له بثمن بخس لأشتري ذلك  الحب الواهي ...فكسب هو.. وخسرت أنا قلبي وفقدت احترامي لذاتي .. قررت أن اترك مدينتي وأرحل ....فلم يعد يتحمل قلبي النازف سهام العتاب النافذة إليه من عيون كل من عرفوني... 
بقلم مهند فوده



هناك تعليقان (2):

  1. جميله جدا يابشمهندس..للاحسن دايما يارب

    ردحذف
  2. ما شاء الله...انا مش بس قريت كلمات القصة ولكن الاسلوب الرائع خلانى اعيشها واتخيلها..قصة كتير صعبة ولكن بتحصل كتير...فللحب سلطان كبير وانه حقا أعمى...أتمنى لحضرتك مزيد من التألق

    ردحذف