الجمعة، 4 يناير 2013

معاناتي ...ستحكيهـــا لهم أوراقي ..!!




رسائل هاربة مني لم أنوي أبداً إرسالها ...أخرجت فيها كل يأسي وحنقي على من حولي ..وأبقيتها في الكُراس صفحات مقيدة بدبوس غير منفصلة ...انتحرت على سطورها أقلام عديدة لم يتبقى منها سوى بقايا أحبار جافــة ترتديها كلمات خُطت ترتجف من مشاعر مكبوتة ..قُِدر لكاتبهـــا أن يخرجها فقط على صفحات مكتوبــة ...تلطخها في بعض السطور دموع فارة من عيون ظلت لسنوات دموعٍ محبوســة ...

عاهدتني ..وأقسمت ألا تخرج خارج الكُراس الأصفر ...ولان الثقة لمن حولي صارت معدومة ... حبستها بداخل أدراج صغيرة بداخل أدراج أكبر توجد داخل خزانتي المكسورة ..

و علقت مفاتيحها في طوق بعنقي له أطراف معقودة ...تتدلى منه وتجاور قلبي .. تطمئنه رنة معدنها أن أسراره بداخل أدراجها ستظل مصونة ..

تستحلفني كل يوم ألا أتوقف ...أن أكتب ما أريد بأمان وأبوح للورق بشكواي وهمومي..

دون أن أدري مرت أيام وشهور...وانتفخ فجأة رحم الكُراس ...

وفي يوم لم أدخر له حساب .. فاضت سطوره بمعاناتي ...لم يعد يسع المزيد من يومياتي ..لم يطق تحمل المزيد من ألامي ..رجوته أن يتحمل المزيد ..ألا يخذلني كدنيا البشر وأيام عذابي ... هدأ قليلاً أمامي ...و بدا لي راضخا لرجائي ..

في اليوم التالي عندما بدأت في فتح الأقفال ...فإذا بشيءٍ ما يئن بداخل الأدراج ...!!!

 حين وصلت إليه ومددت يدي .. انتفضت صفحاته بين كفيِّ دون سابق إنذار .. طارت في وجهي وفاجأتني ...مئات من الأوراق خرجت من رَحِم كُراسي ..حلقت حولي بأجنحة أنبتتها أيام حَملِها الطوال لمعاناتي ...ثارت من أجلي رغم أني لم أكن يوماً بثائر ...انتفضت لأجلي  ..وأقسمت أن تثأر لحقي ..رغم اني لم أكن يوماً به مُطالب..

حاولت أن أوقفها ...أن ألتقط أي منها ...ولكن الصفحات المحبوسة عرفت طريقها إلى النافذة المفتوحة ..

حلقت في السماء بعيداً عن محبسي وأدراجي .. لتسقط في أيدي العالم تحكي لهم عن معاناتي ................بقلم مهنـــد فوده