النوم
راحـــة ..هكذا يظن بعض الناس أن النوم راحة لهم من التفكير ..هروب لمن أضناه النهار
وقسى عليه الليل ....أما النوم بالنسبة لي ....فرحلة تأخذني إلى حيث تقيم ....تنقلني
إليك دون أسلاك هاتف تسمعني صوتك لدقائق......دون إشارات بث وأجهزة استقبال تكاد تريني
طيفاً مموج من ملامح صورتك التي يحفظها قلبي أكثر من عيناي....
في نومي
أعد العدة لسفري ...أرتدي ما يحلو لك أن تراني به ...أتعطر بعطر الياسمين الذي أهدتيني
إياه ... أسافر إليك كل يوم عبر الزمن ...دون حقائب ...دون تذاكر طيران ودون حاجة مسبقة
لحجز مقاعد ....
إليك
أسافر .. لأتحسس وجهك بأناملي ..لأمحو عنه شقاء غيابي ...ليحتويني ذراعك وأنام على صدرك ..لأخفي وجهي
في أحضانك ....لأسمع دقات قلبك بأذني تهمس بين دقة ودقة بحبي......
لتأخذني بيديك وتحملني على جندول يطوف بي مخترقاً الممرات المائية للمدينة ذات الشرفات الوردية ...
أزهار وورود تدنو من يدي كلما مددت أصابعي نحوها..وطيور تحوم فوق رؤوسنا ترحب بي بلغة لا أفهمها ...أبلغتهم بقدومي فخرجت المدينة تحتفل بي عن بكرة أبيها كما سبق واحتفت روما بجدتي ....هكذا تردد على مسامعي طوال ساعات زيارتي وانت تحيطني بذراع و أطل برأسي لأمتع عيني بروعة معالمها من فوق ذراعك الثاني ..
لتأخذني بيديك وتحملني على جندول يطوف بي مخترقاً الممرات المائية للمدينة ذات الشرفات الوردية ...
أزهار وورود تدنو من يدي كلما مددت أصابعي نحوها..وطيور تحوم فوق رؤوسنا ترحب بي بلغة لا أفهمها ...أبلغتهم بقدومي فخرجت المدينة تحتفل بي عن بكرة أبيها كما سبق واحتفت روما بجدتي ....هكذا تردد على مسامعي طوال ساعات زيارتي وانت تحيطني بذراع و أطل برأسي لأمتع عيني بروعة معالمها من فوق ذراعك الثاني ..
لم نكن
وحدنــا في الجندول الذي يشق طرق المدينة البحرية ..فيرافقنا عازف كمان بُندقي ..يعزف
ألحاناً لها مزيج أوروبي وشرق أوسطي ..أخبرتّني أنني ألهمه للتو سيمفونية عاشرة تٌعزف
على آلة الكمان وحده ينافس بها سيفمونيات بتهوفن التسع ...
وفي مواجهتي يجلس رسام إيطالي يرتدي زي تراثي وتعلو رأسه قبعة تزينها ريشة طير بحري , بدا لي شارداً وهو ينقل عينيه بيني وبين لوحة يرسمها ولا يعبئ بعدم ثبات القلم بين يديــه ...رجوتك أن تسأله عما يرسم ؟؟ ...انتبه لسؤالك أخيراً بعد تكراره مرتين .. وأجاب انه يشرع في رسم لوحة لي سيطلق عليها "موناليزا الشرق"...أقسم لك أني " ملهمــة" لأي فنان وأنه لو رآني دافنشي لمزق موناليزه في الحال... ابتسمت عيناي لك بامتنان دون أن تدع للساني فرصة "ثواني" ليشكرك ..فأنت رجل استثمار الفرص التي لا تضيعها خاصة وأنا معك و بين يديك ..
وفي مواجهتي يجلس رسام إيطالي يرتدي زي تراثي وتعلو رأسه قبعة تزينها ريشة طير بحري , بدا لي شارداً وهو ينقل عينيه بيني وبين لوحة يرسمها ولا يعبئ بعدم ثبات القلم بين يديــه ...رجوتك أن تسأله عما يرسم ؟؟ ...انتبه لسؤالك أخيراً بعد تكراره مرتين .. وأجاب انه يشرع في رسم لوحة لي سيطلق عليها "موناليزا الشرق"...أقسم لك أني " ملهمــة" لأي فنان وأنه لو رآني دافنشي لمزق موناليزه في الحال... ابتسمت عيناي لك بامتنان دون أن تدع للساني فرصة "ثواني" ليشكرك ..فأنت رجل استثمار الفرص التي لا تضيعها خاصة وأنا معك و بين يديك ..
أِلتّقطت
معي صوراً تذكارية ...أخبرتني أنك تريد لمدينة العشاق ألا تنسى أجمل عاشقة مصرية
....أخبرتني أنك ستخلدني .. ستطبع صوري وتوزعها في الصباح مع كل جريدة .. ستنحتها على
كل جندول أبحر بي في أغوار المدينة العتيقة ..ستحتفظ بأصل موناليزا الرسام ..وستُهدي
نسخ منها لمحال التحف ومحال التذكار والهدايا ......
سعادة
لا توصف تلك التي منحتني إياها تلك الليلة ...مثل ألف ليلة وليلة سبقتها ...وانتهت
ليلتي معك بعناق طويل ...ليس وداعاً بقدر ما هو اشتياق مسبق لساعات ستبعدنا حتى آتيك
الليلة الأخرى ....
وجدتني استيقظ على عطرك القوي الممزوج بياسميني يفوح من ملابسي ومداعباً
أنفي ....مبتسمة من مذاق قهوة الاسبرسو المميز العالق بلساني وشفتاي ..قبّلت صورتك
الموجودة بجوار مخدعي كعادتي كل صباح .. وأعُد الساعات الباقية لرحلة النوم التالي
ككل مساء .................................مهنــد فوده